الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..انتقام المحبين …!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..انتقام المحبين …!!!

كانت صديقة لى ايام المرحلة الاعدادية وبعدها لم نستكمل مسارنا الدراسى فقد التحقت أنا بالثانوى العام وهى بالتعليم التجارى ، من حين لاخر كنا نتهاتف وقليلا مانتزاور لمشاغل الدراسة والحياة .
وبينما استعد للالتحاق بالجامعة جاءتنى سعيدة تعزمنى على زواجها من جارها شاب عشرينى يعمل سائق ميكروباص وبالرغم من عدم ترحيب الكل به قريبا وبعيدا ومن بينهم أنا إلا أنها أصرت واجبرت الكل على قبوله زوجا لها .. اخذتنا الحياة بما فيها من فرح وطرح وذات يوم وبعد سنين طوال وجدتها أمامى كما هى لم يغيرها الزمن كما فعل بى وبكل اصدقاءنا وصديقاتنا اصحاب نفس الاعمار ، عزمتنى على الغداء عندها وأنا أيضا رددت العزومة بأخرى وعادت اواصر الحياة بيننا مرة اخرى .

كل منا فضفض للاخر عن بلواه واخذ بيده بطريقة أو بأخرى ، وسط حكايتها سمعت صوت ينادى عليها من غرفة مجاورة فجرت اليه مسرعة وغابت لوقت طويل ثم عادت وقالت لى ووجهها سعيد أن من يناديها زوجها يطلب منها اطعامه لانه فاقد الحركة ، دعوت لها بالقوة واثنيت على سلوكها واصلها ، فضحكت بصوت عالى وقالت لى تعالى نخرج نقعد فى أى كافيه ولا اقولك تعالى نروح الكوافير بتاعى ، وافقت لأننى كنت فى هذه المرحلة وحيدة ولايوجد أحدا معى فاولادى سافروا خارج البلاد واستقروا فيها وقلما يأتون فى زيارات للوطن وكلما عتبت عليهم يجددون طلبهم بأن انتقل للعيش معهم معززين ذلك المطلب بأنهم بحاجة لى كما أنى بحاجة لهم .. ذهبت معها حيث مكان عملها الفخيم واصطحبتنى إلى غرفة مخصصة لها تباشر من خلال الكاميرات كل مايجري فى المحل القابع فى أرقى المنتجعات الحديثة ، قالت لى وهى تسحب سيجارة من علبة اجنبية واعطتنى واحدة لم ارفضها مع اننى لست مدخنة .
وضعت ساقا على اخرى ليظهر لون جسدها مرمرى ملفت للانتباه مؤكدا أنها لازالت تحتفظ بجمالها الذى ألهب شباب منطقتنا كلهم ، قالت لم احكِ لكى حكاية زوجى معى حكيت لكى عن اولادى الثلاثة فقط ، هل تعلمين كم تعبت من اجل استمرار حياتى الزوجية معه وكم تغاضيت عن كثير من اجل ابنائى ، واعادت ماقالته وقالت ليس فقط من اجل ابنائى ولكن لاننى احببته وتحملت مالم تتحمله امرأة من اجله ، كنت اصل الليل بالنهار وانا اعمل بائعة فى محل اكسسوارات واتحمل سخافات الزبائن وتحرش صاحب المحل لكى لااشعر زوجى بضعف مايقتضيه من القيادة على عربات الغير ، وكلما رأيته حزينا طامعا فى أن يكون له عربة خاصة يعمل عليها اسابق الزمن والحم ليلى بنهارى من أجل أن أجمع له مقدمة يدفعها من أجل أن يصبح حلمه حقيقة ، حرمت نفسى من كل شىء يسعد المرأة ووفرت كل الاموال له ومن اجله واشتريت له العربة وكتبتها باسمه وتحملت كل اقساطها ، ووزعت حياتى بينه وبين اولادى وعملى ، وذات يوم جاءت ثرية عربية الى المحل تشترى بعض الاشياء ولما رأتنى ألف الله بين قلبها وقلبى وصرنا اصدقاء واشارت على بالعمل معها فى مجال التجميل واخذتنى الى الصالون الذى تمتلكه والذى يسمى (صبا) فرحت جدا بما عرضته وطار زوجى فرحا بهذه النقلة وتغيرت حياتنا تغيرا جذريا فانتقلنا من الحى الشعبى الى كومباوند راقى ومع الوقت اصبح لى محل باسمى وباع زوجى العربة التجارية واشتريت له اخرى ملاكى على احدث طراز ، كنت سعيدة لسعادته وبأننى اكملت له كل ماكان يبحث عنه بل اننى وبمعارفى الكبار اشتريت له شهادة جامعية واعقبتها بماجستير ودكتوراه وجعلته شريكا لاهم مستثمرين عرب ومحليين . فى يوم حزين زارتنى صاحبة النعم على وعلى اسرتى كلها وهمست فى اذنى بأن اهتم قليلا بخط سير زوجى وبأنها تراه بصفة يومية بصحبة شابة صغيرة وعندما سألت علمت انها خطيبته وانه يعد العدة للزواج منها ، للوهلة الاولى ظننت بها شرا وكذبتها وقلت انها تحقد على وتريد ان تخرب بيتى ، ولكننى اعلم من داخلى انها تحب الخير لى وتحبنى وبأنها وقفت بجانبى بل انها هى من اشارت على بان يصبح لى عمل منفصل ومحلات باسمى ، ولذا فقد قررت أن اراقب زوجى ولم استهلك وقتا كثيرا ولاجهدا فقد تأكدت من صدق ماقالته رفيقة كفاحى ، وجلست ابكى منهارة واسأل نفسى ماذا افعل معه ؟
وكيف فعل هذا بى ؟
وضحكت عندما وافقت على أن أكتب الفيلا الجديدة بإسمه واوهمنى أننا عندما ننتقل للعيش فيها ستصبح حياتنا ذات مذاق آخر لاعلم الان أنه يعدها لزواجه من هذه الفتاة التى تصغر او تكبر ابناءه باعوام قليلة ..
جمعت نفسى وقررت ألا اصارحه لأننى سأخسر كل شىء وسأخسره هو ايضا لأنه فى هذه المرحلة سيطلقنى غير نادم ولاآسف ، تعاملت معه بنفس تعاملى على مر السنين ولم اظهر له اى شىء ، ارسلت خطاب لرئيس الجامعة اطلعه على شهادته المزورة وبأن جهات سيادية علمت وستتخذ اجراءاتها ضده وضد الجامعة ، اعطيت مبلغ كبير لأحد الصحفيين لكى ينشر خبر حصول رجل اعمال مرموق على شهادات مزورة وهو ذو تعليم متوسط ، دمرت له سمعته وكل شركاءه فضوا شركاتهم معه وقدم للمحاكمة ودفع اموالا طائلة تعويضا حتى لايسجن ، فى هذه المرحلة لاحظت أنه لايخرج كثيرا وبأن كل التليفونات التى تأتى اليه يرفضها ، كما أنه صار حنونا معى مقدرا وقفتى معه فى المحاكم وتضحيتى من اجله بالمزيد من الاموال ، لم أكتف بذلك بل تذكرت ماكانت تحكيه جدتى عن جارتها التى اقبل زوجها على الزواج عليها وكانت سودانية الجنسية فقالت لجدتى سأجعله يندم ولن ينفع لى ولا لها ولا غيرها ، استجمعت كل ماذكرته جارة جدتى التى قالت انها جمعت كل ملابسه الداخلية ونقعتها بالفلفل الحار وغسلتها وعطرتها وكلما ارتدى ايا منها يصاب بالهرش المتواصل فى الأماكن الحساسة ويعجز الاطباء عن معرفة السبب وتفشل كل الادوية فى علاجه وتستمر هى فى طريقتها لأفعل أنا مثلما فعلت ويتحول زوجى ألى كومة من بقايا رجل ويقبل يدى كل يوم ويطلب منى ألا أتركه ، وأنا أبكى أمامه بأنه سيشفى وبأننى لن أتركه أبدا وبين الحين والأخر اجرى به مسرعة إلى طبيب جديد أو عراف يقولون أنه يشفى المرضى أو ساحر يفك السحر الذى اعترف لى بان من المؤكد ان الفتاة التى كان ينووى الزواج منها هى من عملت ذلك ، ويبكى طالبا منى السماح وبأن الله عاقبه بهذه المجرمة التى انتزعت منه كل شىء ..
كلما تحكى تزداد بكاء وضحكا فى نفس الوقت وتقول لا استطيع التوقف عن ايذاءه ولاعن حبه …

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *