الرئيسية / مقالات / الاعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..مصطفى..!!!

الاعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..مصطفى..!!!

مصطفى كان اسمه فى شهادة الميلاد وفى المنزل والمنطقة وفى مسامع العائلة والجيران كان ينادى بمحمد لأن هذا كان العرف أن يسمي الأب ابنه باسم ابيه .
ولكن تسميته فى شهادة الميلاد جاءت لرغبة دفينة فى قلب الاب بأن يطلق اسم مصطفى على ابنه الوحيد وسط خمسة بنات. مجىء مصطفى إلى الحياة كان بمثابة النور الذى أضاء حياة هذه الأسرة القادمة من الريف المستقرة فى قاهرة المعز ، فرحت الام كثيرا بانجابها الولد وكذلك الاب الذى سخر الدنيا كلها لرعاية هذا الابن الذى لم ينعم بالعافية لفترة متواصلة فقد كان دائم الاصابة بنزلات البرد التى تركت له رئة مجهدة وصلت إلى اصابته بالتهاب رئوى احزن ابويه وزاده هو دلالا على كل من فى اسرته وجيرانه وعائلته كلها .

كبر محمد وعاش طاووسا لايعصى له امرا ، ابيه كان حازما معه ولكن امه كانت تدلله وتعامله بالتفضيل عن كل من الاسرة وخاصة فى الاكل فهو يأخذ من اللحوم والدواجن ضعف اخوته بل وابيه ايضا .

اخواته البنات كلهن يعملن على حمايته من أى من الاشقياء وخاصة اخته الوسطى التى كانت تضرب أى ولد يقترب مجرد الاقتراب من اخيها محمد ، فى أول يوم يلتحق به فى المدرسة قال له ابيه إسمك أيه رد عليه سريعا محمد .

ضحك الاب وقال له لا ياحبيبى فى المدرسة سينادون عليك بمصطفى اسمك الرسمى مصطفى .

اعتاد محمد على اسمه الرسمى وكبر وللحق كان مجتهدا على قدر استطاعته التى حالت بين دخوله الثانوية العامة مما جعل ابيه يدخله مدرسة خاصة متحملا تكلفتها من أجل أن يحصل ابنه الوحيد على مجموع يؤهله للالتحاق بكليات القمة ولكن الابن لم يحصل على مااراده ابيه والتحق بكلية التربية واختار اصعب الاقسام فيها لانه كان يحب هذا الفرع من العلوم وهو الكيمياء والفيزياء وطوال سنوات الدراسة كان مصطفى مجتهدا وانهى تعليمه ونجح وتم تعيينه مدرسا فى واحدة من مدارس الاقاليم .

وحينها ذهب معه الاب واصطحبه فى رحلته الى المدرسة وفى القطار رافقه ابيه حتى يطمئن عليه وخاصة ان الابن لم يكن مثل الكثيرين من الذين ينخرطون فى الحياة ولهم جولات وصولات ..

مصطفى او محمد كان عاشقا لكرة القدم يجرى مسرعا اذا نادى عليه اصدقاءه للعب ، وأكم من اصابات وخناقات عاشها وعاش فيها، إلا أنه لم يترك ابدا عشقه لهذه اللعبة الساحرة إلا حينما كسر ذراعه ولم يعد كما كان وترك له اصابة دائمة دوام الحياة، حينها اضطر أن يهجر عشقه وحبه للكرة ويكتفي بالمتابعة والمشاهدة .

بعد عامين من الوظيفة تزوج من قريبته ولم يكن له مطالب من الزوجة المستقبلية سوى الالتزام الديني ومراعاته بما يرضي الله . انجب محمد ابنا وحيدا رضى به وارتضى بنصيبه .

سنوات عمره كلها عاشها فى هدوء مع التزامه بتعاليم ابيه بعدم التحكم فى اخوته البنات مادام ابيه على قيد الحياة وكانت هذه الجملة تقطع أى جدل وأى مشاكل مثارة بينه وبين اخواته الخمسة ..

طول ماانا عايش مالكش دعوة بيهم .. محمد كان محبا لعمله متفرغا له مما جعل مدير المدرسة يشيد به وبالتزامه ويرشحه للسفر إلى احدى الدول الخليجية ويمضى فيها خمس سنوات يعود بعدهم إلى بلاده هانئا راضيا ويواصل مسيرته التعليمية ويصل الى سن الاحالة الى المعاش ويهنأ بحصاده من هذه الدنيا ، ابن طيب وحفيدان وسيرة طيبة ومشاكل صحية حجمت من تحركاته وخطواته ولكنها جعلته ملتصق بالله قارئا لكتابه الكريم مقيما للصلاة واصلا رحمه راضيا برحلته الطيبة مع اسرته الاصيلة ..

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *