الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. ملجأ في القلب..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. ملجأ في القلب..!!

كان عمره خمس سنوات عندما ماتت امه مرضا وفقرا تاركه اياه وثلات اخوات بنات احداهما رضيعة ولم يكد يستوعب الصدمة حتى توفى ابيه رافضا ان يظل بعد وفاة شريكته التى اعياها الفقر وسنين طوال من رقدته طريحا للفراش وتنقلها من بيت لاخر تخدم فيه حتى تستطيع توفير لقمة عيش لاسرتها التى تعيش فى غرفة تقترب من مدفن الاموات فى حى السكاكينى ..

هذه الاسرة كانت مقطوعة من شجرة فلم يكن يزورهم احد ولم يزوروا هم اى شخص على مدى سكنهم فى المتطقة الذى امتد سنوات ، وعندما مات الابوين اجتمع الجيران والاصحاب واتفقوا على ارسال الابناء الى احد الملاجىء كى يتولوا رعايتهم وتم مااجتمع عليه الجيران وانتقل سيد واخواته ماجدة وسعيدة ومنيرة ولايدرى اى سعادة كانت سببا فى اختيار ابويه لهذا الاسم لاخته الصغرى واى مجد هذا الذى التصق بتسمية اخته واى نور ذلك المنبعث من اسم اخته بل واين السيادة فى مسماه هو من الاصل ..

تساؤلات سيد لم تجد اجابة فى سنينه التى قضاها هو واخواته فى الملجأ وفيهم حصل على شهادة تعليم متوسط وتعلم حرفة النجارة وعندما بلغ اشده تخرج من الملجأ وساعده ولاد الحلال فى ايجاد سكن متواضع فى منطقة مصر القديمة وبجواره وجد محلا للنجارة ومضت به الدنيا واخذ اخواته من الملجأ وكانوا احسن حظا منه تعليميا فقد اصبحن فى التعليم الجامعى رغم ظروفهم الصعبة .

سيد اخذ عهدا على نفسه ان يبذل اقصى استطاعته من اجل توفير حياة كريمة لاخواته وتزويجهن سائلا الله ان يعينه مؤكدا انه لن يفكر مجرد تفكير فى زواجه قبلهن كلهن ، ولان ابوهم وامهم كانا صالحين فقد ارسل الله لهم رجلا كان عونا لسيد فى مسيرة كفاحه لم يبخل عليه بأى شىء وكان يعامله كابنه لدرجة ان سيد طلب منه وكله استحياء ان يسمح له بمناداته بأبى لانه حرم من هذه الكلمة مبكرا جدا

اعوام ليست بالقليلة مضت تزوجت فيهم اخته كبيرة اخواتها البنات وانهت الوسطى تعليمها وخطبت واوشكت الصغرى على الانتهاء من مشوارها التعليمى ، وفجأة انقطع ابو سيد الروحى عنهم ولم يزورهم بل ولم يعد يرسل لهم ماعودهم عليه من ملبس ومأكل واموال ، حزن سيد لم يكن على المساعدات بقدر حزنه على احساسه بانهم صاروا حملا على ابيهم الروحى وتنصله منهم وحرمانه من كلمة ابويا ، شهور مضت وسيد جن جنونه ولكن خجله منعه من ان يسأل عنه تخوفا من ان يفسر ذلك بأنه من اجل مايعطيه من اسماه ابويا ..

لم يعد يتحمل هذا البعاد فقرر ان يذهب الى ابوه فى المكان الذى اعتاد ان يقابله فيه ويعطيه من نعم الدنيا وعطايا خالقها ، وفور وصوله الى المقهى لم يجد ابوه فيها ولكنه وجد احد اصدقاءه فجرى اليه وهو مستاء قائلا بحدة : قول لابويا انى زعلان منه احنا مش عاوزين غير اننا نشوفه ونترمى فى حضنه ان كان بيبعد عشان ميديناش حاجه قوله والله احنا بنحبه …

جاءه الرد بدموع تنهمر من عين الصديق بوفاة ابيه منذ اشهر ….

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *