الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لما كنا مغفلين..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لما كنا مغفلين..!!!

جرت الى هاتفها قبل ان ينهى مكالمته التى كانت تتلهف غليها وعرفت انه من طلبها لمجرد سماع النغمة التى خصصتها له كى تميزه عن كل من هو مسجل على هاتفها .

ردت عليه بلهفة وبميوعة لاتتعامل بها غلا معه ولاتدرى سبب تغير نبرة صوتها عندما تسمع صوته او تراه امامها ، وعلى الرغم من أنه كان دوما حازما صارما معها إلا أنها كانت كما هى معه لاتتغير وكما يقولون تتمنى له الرضى ليرضى .

جاءت كلماته حازمة يطلب منها أن تأتى باكرا إلى العمل وتحضر معها قائمة من كذا وكذا وكذا ، لم ينتظر ليسمع ردها بل قال لها ؛ تمام ، سلام .

واغلق الهاتف ليتركها فى نفس حيرتها منذ سبع سنوات تحديدا منذ ان حل عليها رئيسا فى هذه الشركة . الكل يشهد لها بالانضباط ويثنى عليها الا هو يتعامل معها كأنها جماد ومجرد شىء يتلقى اوامر وينفذها وغير مسموح له بالمناقشة ولاحتى ابداء الرأى ، سبع سنوات من عمرها تركوها على اعتاب الثلاثينات رافضة الارتباط بأى ممن يتقدموا اليها ويتركون حولها علامات استفهام ونظرات استغراب وتساؤلات عن سر الرفض وخاصة ان كل من هم فى عمرها تزوجن وانجبن .

هى وحدها من تعرف السر فهى تحب رئيسها فى العمل رغم الفارق العمرى ورغم التفاوت المركزى ولكن هذا قدرها تحب من لايشعر بها ولا بأى شىء سوى العمل ، جازفت مرة وسألته عن حياته الخاصة فرد عليها بحزم لايختلف عن طريقته فى التعامل معها بأنه متزوج وله ابناء ، واستجمعت قوتها وقالت له انت سعيد فى حياتك الزوجية ؟

وجاء رده صادما لها بسؤاله اياها عن مفهومها عن السعادة ، ولم ينتظر اجابتها بل استكمل قائلا السعادة شىء نسبى . وحينما همت بالرد ترك المكتب مؤكدا ان وراءه مهام ثقال عليه ان يستكملها .

بعد هذا الحديث الجاف ازدادت تعلقا به وفرحت لمجرد سماحه لها بالحديث معه عن حياته الشخصية . تعود بذاكرتها الى ايام ومواقف معه كثيرة جدا تؤكد انه غير سعيد فى بيته ولكنه يحتفظ بالبقاء من اجل ابناءه ، ظلت كما هى تحمل له الحب على امل ان يشعر بها ويبادلها اياه ، مرة من المرات ارسلت لاحدى المجلات المعنية بالشؤن النسائية تسألها عن طريقة تجعل الرجل الذى تحبه يعترف لها بحبه ويعلنه فجاء الرد بأن تجعليه يغار عليكى ،، وفعلت كل شىء من لبس ضيق وشفاف ومحادثته بغزل فلان وعلان فى الشركة بل انها قالت عن خطاب كثر يطرقون بابها ولاتدرى ماذا تفعل لتأتى ردوده كلها مخيبة لامالها وطموحاتها معه وبه وله .

ترضى بأن تواصل حياتها تحبه على امل ان ينفض يديه من زوجته ويبدأ معها هى حياة جديدة .

يأتى اليوم الحديد من عمرها وتذهب الى العمل ملبية ماطلبه منها فى هاتف الامس ولاول مرة ينظر اليها نظرة جديدة وغريبة عليها لتطير فرحا وتمنى نفسها بالاعتراف الذى طال وبعد زمنه وتوقيته ، فيقول لها انا هصفى الشركة وهسافر قررت اعيش مع ربنا اناجيه ماتبقى من عمرى ، فلملمت بقاياها وسألته وزوجتك واولادك كيف تتركهم ؛ رد عليها انا لم اتزوج ولم انجب كان ذلك الادعاء وتلك الدبلة ادوات انقاذ لى من النساء كافة ، تراجعت خطوتان للوراء وقالت له وهى تبكى انا احبك واحببتك عمرى كله وكنت انتظر منك ان تقول لى انك تحبنى وكلما هممت بمصارحتك خفت من اكون سببا فى خراب بيتك ، ويقابل كلامها بضحك متواصل ويقترب منها ويمسح بيده دموعها المنهمرة ويقول لها هل تدرى لماذا قررت الذهاب بعيدا الى الصحراء وشراء كوخ فيها والتعبد والقراءة والتصوف لاننى اريد ان اكفر عن ذنوبى التى اثقلتنى وجعلتنى خائفا من النهاية فعلت كل المحرمات واكثرها ثقلا على قلبى اننى شاذ .

عن admin

شاهد أيضاً

الدكتورة دعاء راجح تكتب..كيف ننسى الذكريات المؤلمة…

طول ما احنا قاعدين نفتكر و نسترسل مع الذكرى المؤلمة طول ما هتقفز كل شوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *