الرئيسية / مقالات / هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب ذلك الزمن بأخلاقه و قصصه و علاقاته الإنسانية .
أراه زمنا مليئا بقصص الحب الملهمه ، الأنوثة الفريدة و الرجولة الكاملة .


وددت لو أنني عشت في ذلك العصر فلو تم اختياره عصر ذهبيا للمرأة لكان ذلك منتهى الإنصاف ..

وكذلك عصرا ذهبيا للأسرة بل و للمشاعر أيضا .

عصر أرسيت فيه قواعد الإنسانية و الرحمة و المودة و التعاملات المختلفة.
أتخيل جلسة يعلن فيها خير الخلق صلى الله عليه وسلم حبه لزوجته مسميا إياها بإسمها بلا كناية أو تورية ترى كيف كانت مشاعرها عندما سمعت :
( من أحب الناس إليك يا رسول الله ؟؟
_ عائشة )


ياله من رد بليغ ساحر للقلوب مهذبا للنفس و للمشاعر هكذا يعلن حبه لها ببساطة وهو كبير القوم و سيدهم معلنا للدنيا و لأمم التي تأتي من بعده أن لا حرج في حب الرجل لزوجته وامتلاكها لقلبه و تحدثه بذلك ..

لنتساءل نحن الآن كيف اختفى هذا الرقي في مجتمعات تدعي التحضر و المدنية .


يحضرني أيضآ مشهدها رضي الله عنها وأرضاها حال غيرتها على زوجها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وهو في مجلسه وسط أصحابه حين ضربت صفحة طعام قدمتها له زوجة أخرى من زوجاته – فكيف تقدم له غيرها طعامه وهو في بيتها – فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن انحنى لجمع ما كٌسِر و لملمة الطعام المبعثر مبتسما ملتمسا لها العذر قائلآ ( غارت أمكم ، غارت أمكم ) .

يا الله ما كل هذا اللطف ؟! وما قدر هذا التفهم ؟! وما مقدار رحمته التي في قلبه لها ؟!


أتأمل كيف لم يلمها ولم ينكر غيرتها عليها و لا اتهمها بنقص العقل و الدونية كما يحدث اليوم ، بل ومازال هذا المشهد الجمالي الراقي يٌحكى لليوم بعد أربعة عشر قرنا من الزمان دون أن يوجه لها اللوم او العتاب أحد من الرواة أو جموع المسلمين وكأن ماحدث منطقي طبيعي لا ينكره أحد ، بل وأتساءل عن قدر الأمان الذي شعرت به أمنا رضي الله عنها في هذا الموقف …
يقفز إلى ذهني كذلك حين غارت أيضآ من حبه للسيدة خديجة – رضي الله عنهن جميعا – ووفائه لها رغم وفاتها واصفة إياها بالعجوز التي أبدله الله خيرا منها فيهب مدافعآ عنها قائلا مقولته الخالدة :
“ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ”.

أكاد أرى حبه و تأثره تارةً أخرى وهو بين صحبه يتلقى فدية الأسرى الذين أسرهم فيجد قلادةً فيميزها قائلا ( هذا عقد خديجة ) _ أرسلته له ابنته زينب رضي الله عنها لتفتدي به زوجها الذي كان لازال على شركه آنذاك _ ويقوم إلى جموع المسلمين فيستأذنهم أن يفكوا الأسير و يردوا العقد إلى صاحبته فيأذنوا .

كان طبيعيآ في مجتمع كهذا أن تجد امرأة من خيرة النساء ترفض الزواج من رجل من أشجع رجال التاريخ و أقواهم و أفضلهم على الإطلاق معلنة إياها دون خجل ( أريد من يصب علي الحب صبآ صبآ ) دون أن ينكَرَ عليها حقها في ذلك او يراجعها فيه أحد . ولا تنتهي القصص ولا تنتهي المواقف ليس في الحب فقط بل في الأخلاق والإنسانية والرحمة ليكون بجدارة أفضل و أزهى عصور التاريخ في نظري رغم المحن و الابتلاءات و انشغالهم حينها بنشر الرسالة و بأعظم الانجازات .

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *