الرئيسية / مقالات / غاده حسن تكتب..كيف حولت هواتفنا الذكية مشاعرنا الي حفنة اغبياء ..!!

غاده حسن تكتب..كيف حولت هواتفنا الذكية مشاعرنا الي حفنة اغبياء ..!!

للأسف إختفى المنطق وإختفى التفكير التحليلي الناقد والحكمة و إحتلت الهواتف الذكية ، مساحات لا بأس بها من حياتنا ، لتسحب من أرصدتنا الرحمة ،الإحترام ، الهدوء ، التسامح و الذكاء ، ويحل محلها الحاجة السمجة للإستهزاء والإستنكار والسباب غير الأخلاقي لقضايا أخلاقية ويسمو الأنا وحب الذات فوق أي أصول، أو أخلاق والسخرية غير الأخلاقية ، عوضا عن الإحترام ، ويصبح في يوم من الإيام من حقك أن تنشر ما تريد علي لسان من تريد سواء قاله ام لا ! وتنشر ما طاب لك من المقاطع وتهين بكاميرا هاتفك اللعين من شئت متي شئت ، وتكشف عورات الناس وتفضح سترهم ، وبل وتأمر غيرك بالمشاركة بنشر الشر حتي يعم الفساد ، وأصبح عالمنا يدور في مربع صغير ، منه نشعر بالتقدير والإعجاب ، أو القهر والغضب ، وتركنا الحياة علي الأرض وجمالها وحلو طبيعتها ، لنسجن ضمن مربع صغير ، خانق لكل معاني الحرية !
لا إعتراض علي مواقع التواصل الإجتماعي أو حرية محبيها ، ولكنها كما في الألعاب الإلكترونية ننحدر معها في المستويات ، كلما تمسكنا بها بشدة ، لتستقر في قلوبنا وأعيننا وتبعدنا آلالاف الأميال عن بعضنا البعض برغم تقاربنا المر معها ، وتنتزع بسهولة من قسوة صورها وأخبارها أحيانا الإنسانية والإحترام والرحمة ، بإعتياد أعيننا علي القاسي والقاتل والمدمي والساخر المتبجح منها !
فلم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن تنتهك حرمة الأموات علي صفحات إعلانية بالصور ، أو يتم الإستهزاء بعورة المرض والفقر والجوع ، علي سبيل إنشر ولك الأجر والثواب !
لكل فيديو وصورة حكاية إذا لم تكن لديك أبعادها ، أو عايشتها بنفسك ، فإنآي بنفسك عن نشر المرض والعنف والجهل والمساعدة في إنتشار معلومة خاطئة ولو حتي كان خطأها فقط في معناها ، ولا تسرد ما لم تعيش أحداثة ، ولا تحصد من الذنوب والألم من مجرد ، نشر بوست !!

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *