فتاة التروسيكل تلك الصوره التي انتشرت خلال الايام الماضية علي صفحات التواصل الاجتماعي من باب الاستنكار والرفض لهذه الفعلة المنافية لأى نخوة و رجولة ..رجل يتعدى على فتاة فى الشارع بالضرب و يقوم بتكتيفها فى تروسيكل مهددا إياها باصطحابها إلى قسم الشرطة .
و بعيدا عن أسباب الواقعة أو ما انتهت إليه فإن الغريب فى الأمر ان انتشار صورة الفتاة على صفحات التواصل الاجتماعى كان من باب الاستنكار و الرفض للفعلة المخجلة للرجل فى حين أنه على أرض الواقع كانت عملية ضرب و سحل الفتاة على مرأى و مسمع من المارة فى الشارع دون أن يتدخل أحد لحمايتها بل كان هناك من يمنع اى محاولة لإنقاذها كما قال محامى الفتاة الذى شهد الواقعة و تصادف مروره فى ذلك الوقت .
أى شيزوفرينيا تلك التى أصابت مجتمعنا ، و ماذا حدث للمجتمع الذى كانت صفات الشهامة و الرجولة و الجدعنة اول ما يوصف به …أين ذهبت؟! أين ذابت ؟!
ذهبت مع تحولات كثيرة غيرت من ملامح و سلوكيات الشارع المصرى ، ذابت مع أزمات اقتصادية و سياسية و اجتماعية فعلت مافعلته بالشخصية المصرية ، ذابت مع تكنولوجيا متوحشة لم نحسن استخدامها ، التهمت عادات و تقاليد رفيعة كانت تميز مجتمعاتنا الشرقية و اغتالت أخلاقيات كانت تعرف معنى العيب و تتحلى بالحياء و احترام المرأة و توقير الكبير و الرحمة بالصغير .
و لك ان تتابع ما ينشر من تعليقات ساخرة و جارحة فى السوشيال ميديا على صورة لممثلة بسبب شكل جسمها أو لكبر سنها أو كم السب و البذاءات التى تحملها تعليقات على خبر قد يكون عاديا .. وحتى اخبار الوفيات .. فقد يتحول خبر وفاة شخصية فنية او سياسية إلى مجالا للشماتة و التعليقات التى تسب فيه أكثر من التى تترحم عليه ..فى غياب تام لاحترام حرمة الموتى ، وقد يتحول خبر فوز فريق رياضى إلى ساحة للشتم و العراك من أنصار الفريق المنافس فى غياب للروح الرياضية ..
وهذه بوستات و فيديوهات التجريح و التجريس بألفاظ يندى لها الجبين فمنذ أيام كانت تنتشر فيديوهات لجمهور أحد الأندية الرياضية المصرية و هو يهاجم أحدى الشخصيات الرياضية العربية ويسب أمه بأبشع الألفاظ .. و بغض النظر عن الموقف من تلك الشخصية العربية و ما تستحقه من انتقادات إلا اننى لم أجد من التعليقات من يرفض أسلوب الشتم و سب الأم و الخوض فى الأعراض و قلة الأدب التى هاجم بها الجمهور تلك الشخصية .
كذب من أطلق عليها وسائل تواصل الاجتماعى بعد أن أسأنا استخدامها و حولنا إلى وسائل شتم اجتماعى و معول لهدم اخلاقيات المجتمع .
الوسوموسائل_الشتم الاجتماعي_سوشيال ميديا_فتاة التروسيكل
شاهد أيضاً
هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!
في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …