طلبات الأبناء لا تنتهى.. عايزة لبس جديد ، محتاج موبايل جديد ، عايز شنطة ، عايز فلوس الدروس ، مش هانصيف السنادى ، امتى نشترى عربية ، عايزين شاليه فى الساحل ،طلبات.. طلبات ..طلبات ..هكذا جاءت صديقتى تشكو لى من أبناءها و كيف تسعى جاهدة هى و زوجها لتلبية طلبات أبناءهم .
المشكلة انه رغم المحاولات المستمرة لتلبية متطلبات الأبناء الا انهم دائما فى حالة سخط وعدم رضا و يشعرون انهم أقل من أقرانهم ، تطلعاتهم لا تنتهى ،وفى حاجة إلى المزيد و دوما فى حالة لهاث وراء كل ماهو جديد ..
و فى اعتقادى أنها مشاكل تعانى منها معظم الأسر من الطبقة المتوسطة فى ظل ما نعيشة من ثورة تكنولوجية شرسة ، فلم تعد انت فقط من يربي أبنائك و يؤثر فيهم بالنسبة الأكبر ، إنما يشاركك فى التأثير عليهم ما يشاهدونه على الفضائيات من مسلسلات تركى و هندي و افلام أمريكية و ما يقدم من ثراء فاحش وشاليهات و شقق سكنية فاخرة و سيارات فارهة على كل شكل و لون أضف الى ذلك وسائل التواصل الاجتماعي من انستجرام و صور مشاهير العالم وفيس بوك و بوستات الأصدقاء .
كل هذا يخلق ثورة من التطلعات فيقارن الشخص ما لديه بما عند الآخرين و يولد حالة من عدم الرضا .
و لاشك أن أسلوب تربيتنا للأبناء فى حاجة إلى التركيز على قيمنا المجتمعية و الدينية الأصيلة و التى تزرع فينا الرضا بالمقسوم و القناعة و الحمد و الشكر لله على نعمه .
و علينا أن نفتح لأبنائنا نوافذ عدة ليكتشفوا بها العالم من حولهم غير نافذة الافلام و المسلسلات و مواقع التواصل الاجتماعى ، علينا أن نجذبهم إلى أرض الواقع و ندربهم على تحمل المسئولية منذ الصغر ، فكثيرا ما نفرط فى تدليل أبناءنا و الخوف عليهم من معاناة الحرمان من اى شئ ،افرطنا فى تلبية مطالبهم ،حتى اننا نقوم بكل الأعمال عنهم و هيئنا سبل الراحة لهم واقلقنا نومنا لنوقظهم ليدرسوا و عودناهم على الاعتماد علينا فى كل شيء ،نسينا أنفسنا وراحتنا أمام راحتهم و تلبية احتياجاتهم و كأننا لسنا بشر فى حاجة إلى الاستمتاع بالحياة ، كل هذا ظنا منا أننا نربي أبناءنا فى حين أننا دللناهم حتى زاد التدليل عن حده و انقلب إلى الضد و باتوا لا يقدرون و لا يتحملون المسؤولية و يطلبون المزيد دائما دون الشعور بالآخرين ، وكما يقول المثل الشعبى “آخرة الدلع ندامة “ماذا لو علمناهم الاعتماد على أنفسهم و العمل و الكد ليعرفوا الدنيا على حقيقتها ، فما هى إلا كد و تعب وسعى حتى يستطعموا لذة النجاح .

شيرين احسان