أود أن أنوه قبل الدخول في صُلب الموضوع إني أتحدث هنا عن المرأة القاعدة وليس الاستثناء، فالمرأة بفطرتها تميل إلى أشياء محددة ترضيها من الرجل وسأبدأ كلامي عن فطرة المرأة السوية في العموم، أما الاستثناءات فسأتطرق إليها لاحقاً.
المرأة لا تنكر قوامة الرجل ولا ترفضها ولا تنكر تبعيتها له بل وتسعدها هذه التبعية وتشعر أن الرجل قيمة في حياتها، ولكن المرأة لكى تصبح تابعا مطيعا وسعيدا بل ومحاكيا‘ لابد من توافر أمور معينة في الرجل المتبوع تتلخص في حكمة القيادة وهى ليست بالكلمة الهينة، فالقائد الحكيم عليه أعباء جسام.
فالمرأة لا تتبع إلا من تشعر بقوته وحكمته وعقله وعدله وحبه وحنانه واحتوائه لها وخوفه على مشاعرها وحرصه على مصالحها وصدقه معها وإخلاصه لها.
فالمرأة إذا وجدت هذه الأمور في زوجها ستصبح كالظل له تقلده وتحاكيه وتطيعه وتفخر به وترجو رضاه وتنفذ كل أوامره وتذوب شخصيتها في شخصيته، فالقيادة في قوة الشخصية لا قوة العضلات أو الإجبار، المرأة تحب الإقناع واستخدام لغة المنطق والعقل لا الإرهاب الفكري، المرأة ترغب فيمن يقدر حاجتها إلى المشاعر والكلمة الطيبة لا العصبية ولغة الأوامر والإهانات‘ المرأة تطلب الحنان والتفهم لها ولمشاعرها لا السخرية من العواطف، المرأة تود أن تشعر بقيمتها فى حياة زوجها وأنها الصديق العاقل الذى يُعتد برأيه لا المُسفه لكلامه وآرائه.
المرأة ترغب في الصدق والصراحة من زوجها لا لغة التعالي بأنه رجل وله أموره التي لا يجب أن تعلم عنها شيئا، حتى غيرة المرأة على زوجها بيد الرجل لا المرأة.
فالمرأة لا تريد لزوجها ألا يحادث أحدا أو يقطع صلته بكل البشر، لكنها إذا وثقت في زوجها وأخلاقه ثم أشعرها بمكانتها عنده وأنه يرى محاسنها ومناقبها وإذا تواجد معها في أي مكان لا يقلل من شأنها أو يحرجها أو يتجاهلها ويهتم بالآخرين ويثنى عليهم وينتقدها.
والزوج الحكيم هو المسيطر والمتحكم فى علاقة زوجته بأهله دون إجبار أو جرح لكرامتها أو إشعارها بالاضطهاد وكلما زادت حكمة الزوج وحنانه على زوجته عملت على إرضائه وأحسنت إلى أهله.
خلاصة الأمر أن المرأة إذا شعرت بحكمة زوجها وأنه تلك الشخصية القدوة التي تطابق أفعاله أقواله فستتبعه راضية سعيدة وستحيل حياته إلى واحة غناء.
أفعاله أقواله فستتبعه راضية سعيدة وستحيل حياته إلى واحة غناء.
وهناك بعض الاستثناءات في تفكير المرأة تنتج عن خلل ما في النشأة كحرمان مادى أو عاطفي أو استقرار عائلي فإذا كان الزوج لديه الحكمة والبصيرة التي تمكنه من سبر أغوار تلك الشخصية فسيعرف كيف يتعامل معها، فإذا أغدق عليها الحب والحنان وكان كريمًا معها فإنه سيعالج ذلك الخلل، ولكن عليه أن يفعل ذلك بحكمة وصبر، ولكن هناك نصيحة أتوجه بها للرجل والمرأة عند اختيار كل منهما للآخر أن يراعى كل منهما إمكاناته فى تحمل الأبعاد النفسية لدى الشخصية الأخرى الناتجة من النشأة لأن هناك شخصيات يكون كل منها يحتاج لتفهم ومعاملة خاصة قد لا تكون لدى الآخر.
وأخيرا أتمنى أن يتوقف كل الرجال عند ما تتمناه المرأة وأخذه على محمل الجد لأن العلاقة بين الرجل والمرأة هي تلك العلاقة التي تفرز أبناء أسوياء، وبالتالي مجتمع سوى أو العكس.