الرئيسية / غير مصنف / المستشار حمدي بهاء الدين يكتب..من أنت..!!

المستشار حمدي بهاء الدين يكتب..من أنت..!!

من أنت ؟
هل أنت أنت ؟
وما أخبرتنى أنه أنت ؟
أم أن الذى يحدثنى الأن هو غيرك أنت ؟
وما هو البرهان على أنك هو أنت ؟

ومن أنا ؟
هل أنا هو أنا ؟
وما الدليل والبرهان على أن من يحدثك هو أنا ؟
لا دليل على أنك هو أنت ، ولا دليل على أنى هو أنا

هل أنت أنت بالأوراق الثبوتية ؟
هل أنت هو المكتوب فى شهادة الميلاد بالأسم والصفة والنوع والجنس وتاريخ الميلاد ؟
ولماذا لا يكتب بشهادة الميلاد الأسم

( انسان ) وبشكل مجرد أن الأسم انسان ؟

ولماذا الأسماء .. ؟
وهل الأسماء الثابتة بشهادة الميلاد تصادف الحقيقة والواقع ؟ فماذا لو كان الأسم الثابت مثلا كريم وهو أبخل البخلاء ؟
وماذا لو كان عابد …وهو سيد العصاه ؟
وماذا لو كان النوع ذكر .. وهو بلا نخوة وبلا رجولة وبلا عهد ؟
ماذا لو كانت خانة النوع أنثى وهى لا تحمل من الأنوثة الا أجهزة الاخراج ؟
وحملت من الأسماء جميلة وهى أقبح الوجوه وأخبث النفوس ؟

وان كان الأمر بهذه البساطة وجب على أن اصدق أن أنت هو أنت ، فبماذا تفسر فوضى النفاق الأجتماعى والغش فى المعاملات والنصب فى العلاقات وجرائم الخيانة ؟
كلها تمت بنفس مطمئنة من وجوه خدعتنا لأننا وثقنا فيما قررت وأفصحت عن نفسها بأنها هى هى ما أدعت وما زعمت
وما يدرينى أى نفس تحدثنى … هل هى النفس الراضية ، المرضيه، المطمئنة ، اللوامة ، الأمارة بالسوء ، الفاجرة ، التقية ، الفاجرة ، الطيبة ، الخبيثة

ما يدرينا مهما أوتينا أنا وأنت من فطنة وفراسة وذكاء
وهل تدرك أنك مجرد ورقة مكتوب فيها عبارات ومقيد فى دفاتر ان هلكت… هلكت معها ولا وجود لك بعدها ، فتلك الورقة التى تسمى شهادة أصدق من الواقع سواء كانت شهادة ميلاد أو شهادة وفاه أو شهادة تخرج وقس على ذلك

تخيل أنك مجرد ورقة … فهب أنك ولدتك أمك ولم تقيدك فى دفتر المواليد … فلا وجود لك وان كنت موجودا بالفعل .. ولو مت ولم تقيد فى دفتر الوفيات فأنت موجود ولو كنت عدما

انك مجرد ورقة تتقاذفها الرياح وتحركها الأقدار وتعبث بها النفوس وتخدعها الوجوه ، والغريب أنك مغرور بذلك ولا تدرى من أنت ،فاذا تخاصمت أخذتك العزة بالأثم وقلت فى أستعلاء وتكبر هل تعرف مع من تتحدث ؟ ليس من المهم أن نعرف مع من نتحدث ، بل من المهم أن تعرف أنت نفسك ، فاذا عرفت ربما عالج ذلك ضعفك وقلت لنا بحق من أنت

فاذا عرفت من أنت فلا تكون الا أنت ، عش نفسك على ما هو أنت ، لا تعش شخصا أخر فتكون فى نهاية الرحلة لا أنت هو ، ولا أنت أنت ، عش نفسك سلبا وايجابا ، ميزة وعيبا ، ولا تدعى على نفسك ما ليس هو أنت ، فقط أطلق لأنت عنان ذاتك ، وأبحث فى داخلك على أروع وأثمن ما هو أنت ، دع الناس يصادقون ويعرفون ويتعاملون ويتخاصمون ويقيمون ما هو أنت ، قل لهم أنك مؤمن بذاتك قابل بما هو أنت ، دعهم يرون ويشعرون بجوهر أعماقك وأنبل صفاتك أنت ، لا ما زعمت أنه أنت ، ألقى بشباك الصيد فى بحر ذاتك أنت ، أرفع شباكك بما ابحر فى أعماق نفسك أنت ، خوفك ، يقينك ، كل الذنوب والخطايا ، وذكرياتك أنت

فالخوف كالسمك يموت حينما نستخرحه من أعماقنا ونواجهه فاذا فعلت ، فأعلم انه لا أروع من أن تكون وتعيش وتموت أنت

عن admin

شاهد أيضاً

لاعب البنك الأهلي (الصيني):الفرص قليلة أمام الناشئين للظهور ..وامنياتي لاحدود لها ..

أبويا صاحب افضال كتير عليا وهو أول أنسان قالي إنتَ موهوب ولازم تبدأ المشوار وانا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *