الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..من باب الخيانة..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..من باب الخيانة..!!!

لم تكن محرد صديقة بل كانت كل شىء بالنسبة لى ، منذ طفولتنا ونحن معا بيتها ملاصق لبيتي ، عالمها هو عالمي عمرنا نفس العمر ، ذهبنا الى المدرسة الابتدائية سويا ثم الاعدادية فالثانوية ، لم نفترق إلا فى الجامعة هى دخلت كلية توافق مجموعها الضعيف وانا دخلت مايسمونها كليات القمة .
كنا نذهب معا الى الجامعة وكنت اذهب الى كليتها وتأتي هى الى كليتي لدرجة أن البعض كان يختلط عليه الأمر وخاصة المعيدين والدكاترة .
سنوات الكلية انتهت بنجاح أهلني لأكون معيدة وهى عملت فى جريدة توسطت انا لها بحكم علاقاتى الممتدة ، لم يمض عام حتى اخبرتنى انها احكمت سيطرتها على رئيس التحرير واستطاعت ان تأسره وتجعله يطلق زوجته ويعترف لها بأنه يحبها ويريد ان يتزوجها ، للوهلة الاولى ظننتها تمازحنى وتريد ان تعرف ردة فعلى وخاصة ان رئيس التحرير هو صديقى الذى توسطت لها عنده كى تعمل معه وايضا انا على صلة بزوجته واكن لها كل معانى المحبة والاحترام ، قلت لها وانا افتعل ابتسامة : انت تمزحين اليس كذلك ؟

ضحكت بصوت عالى لتؤكد لى انها جادة .
لم اجد كلمات اقولها لها وتركتها ورميت الدعوة التى احضرتها لى لحضور حفل زواجها وخرجت وانا لاادرى كيف اواجه زوجة صديقى وظللت الوم نفسي ولكني لااصدق مافعلته ولماذا قامت بذلك السلوك المشين وكيف طاوعها قلبها على خراب بيت وايذاء كيان اسرى..

قررت ان اقاطعها وانهى كل اواصر صداقتى معها ، مضت ايام كنت اتابع صورها على كافة صفحات الحرائد ومواقع الاتصال فى فرحها وفى تنقلاتها مع زوجها الذى تؤكد ملامحه انه سعيد بها وبشبابها ، كانت ترسل لى على الواتس تعاتبنى وتختلق اعذار لما فعلته وتؤكد لى مالم اقتنع به ابدا ، فى اخر المطاف ملت من مراسلتي ولم تعد ترسل لي أي شىء كما لم تعد تهاتفني ، بين الحين والاخر كان يأخذنى الحنين اليها فاتابعها واتابع نشاطها فأجدها تسبر بسرعة الصاروخ فى عملها واجدها تتنقل من بلد لاخر فى مهام عمل لايصل اليها الا من امضى اعواما كثيرة وليس شهور مثلها.

واصلت دراستى وحصلت على الماجسيتير فالدكتوراه وتزوجت من زميلى فى الدراسة عشت معه تسع سنوات كانوا من اجمل سنين عمرى ، لم يكن زوجا عاديا بل كان ملاك على ارض حبى ، رقيق المشاعر رومانسى إلى ابعد الحدود ، جعلنى ملكة فى بيتي لاافعل أى شىء سوى أن ابادله الحب بحب حتى ابناى منذ أن وضعتهما توأما احضر لهما مربيتين اجنبيتين ، قصصت له كل مااختزنه من مشاكل وذكريات وحكيت له حكايتى مع صديقة عمرى ومافعلته وكيف انها اخذت الرجل من بيته ودمرت سعادة اسرة ، وقلت له اننى منذ هذا اليوم قطعت علاقتى بها ولااعرف عنها شىء ولااريد ان اعرف ، بعد ايام من حكايتى عن صديقتى قال لى انها انفصلت عن زوجها ومعها منه ابن وانها قالت عنه اشياء مخجلة ، وسألته كيف عرف ذلك اجابنى بأن لها برنامج ثابت على احدى الفضائيات تخاطب فيه نساء مصر وتنصحهن بألا يكن مثلها سلمت امرها لمن يكبرها سنا وسلب شبابها وعمرها وخرجت من براثنه تبحث عن بقايا عمرها ،
رددت عليه وقلت انها تكذب فهى من سلبته امنه الاسرى ودمرت بيته وتسلقت على حسابه وسافرت العديد من الدول وكونت شبكة علاقات مجتمعية لمجرد كونها زوجته ، نظر لى وقال ايا كان مااصبحت عليه انا فقط اردت اخبارك فربما تريدين ان تقفى بجوارها وتساعديها فى محنتها بحكم الصداقة التى كانت بينكم ، قاطعته وقلت: هى لم تعد صديقتى ، انها انسانة متسلقة وصولية ولاتراعى الاصول ولاتحترم اية قيم ..

بعد ثلاث سنوات من حديث زوجى هذا صحوت من نومى على صوت شخير غريب جدا لاجد الصوت صادرا من زوجى الذى لم يكن ابدا يصدر مثل هذا الصوت ، اقتربت منه لاوقظه كعادتى بأن اضع يدى على جبهته واهمس فى اذنه بكلام معسول واقترب من شفتيه واقبلهما ، ولكنى وجدت جسده ممدد بطريقة غريبة ، حركته لم يتحرك ، وعيناه مفتوحتان ، ناديت عليه بأعلى صوت لم يرد ، جريت خارج الغرفة لاحضر هاتفى واتصل بالدكتور الذى يقطن شقة مواجهة لشقتنا ولاادرى لماذا لم اطرق بابه ، جاء مسرعا وخلفه زوجته واولاده ونظر اليه ونظر ناحيتى وكأنه قد شخص حالته من قبل الكشف ، قلت له بسرعه يادكتور احمد شوف ماله ، الحقه ، استيقظ ابناى وامسكا بيدى وهما يبكيان ، نظرات الدكتور كانت تقول انه مات وكشفه اكد نظراته .

انتهى الحلم فى تسع سنوات سعادة مطلقة . مراسم العزاء اضافت الى عمرى اعمارا حزينة ، لمحتها من بين المعزين صديقة عمرى تحتضننى وتبكى بكاء حارا ، ثمنت لها وقفتها معى وحضورها فور علمها بالوفاة وبقاءها معى ايام العزاء وذهابها معى إلى مدفنه فى اول خميس له بعد وفاته ، فى بكائى امام مدفنه كنت اقول لها وهى تساندنى وتربت على كتفى ، كيف استطيع العيش بدونه ، فهو كان يقوم بكل شىء لااعلم كيف انهض من هذه الازمة ..

بعد الاربعين ذهبت لاعمل اعلام وراثة واحضرت كل الاوراق المطلوبة ليفاجئنى من بالمحكمة بأن زوجى متزوج من اخرى وانها ستحضر فى الجلسة لتشاركنى الميراث مع ملاحظة انها حامل وسننتظر حتى الانجاب لكى يتم تحديد الميراث، تزلزلت الارض من تحتى وسألته عن اسمها ليقتلع جذور عمرى كله فقد كانت صديقتى ورفيقة العمر التى سارعت لتعزيتى فى وفاة زوجى اقصد زوجها ايضا .

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب ..وجع شريف..!!

كنت أسير طوال حياتي ومنذ طفولتي بجوار الحائط وأحيانا بداخله، لكوني شخص مسالم ،أبغض الاصوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *