الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة ابو العينين تكتب.. ماذا لو مت قبلك..!!

الإعلامية كريمة ابو العينين تكتب.. ماذا لو مت قبلك..!!

هذه الجملة كانت تسمعها منذ ان وعت الدنيا من امها ، ولكن بدعاء اخر بان تقول :يارب يجعل يومى قبل يومه .

بمجرد سماع هذه الجملة كانت تتضايق وترى ان امها تقلل من شأنها ومن قيمتها بان تجعل حياتها مرهونة بانسان اخر حتى وان كان ابيها الذى تحبه وتجده ابا مثاليا.

مضت السنون وكلما جلست امها مع ابيها تقول له يارب ياابو محمد اموت قبلك وتعيش بعدى عشرين سنه وتتجوز واحده تخليك كل يوم تدعيلى الف مرة بالرحمة وتقول عليا انى كنت مافيش زيى فى الدنيا ، ويضحك زوجها ويرد قائلا : انتى فاكره انك لما تموتى واتجوز هتيجى واحده تتعبنى وتخلينى اندم على فراقك ابدا ياغاليه انا حظى حلو معاكى واللى بيتعدل حظه اول مره بيفضل على طول حلو ولو اتجوز الفين مره..

وتبكى امها ويحتضنها الاب ويقول لها : حد عارف مين اجله هينتهى الاول وبعدين انتى ست نكديه اوى ، موت ايه اللى بتتكلمى عنه وكأنه رواية عاطفيه ، متسيبى الايام تمشى زى ماربنا قاسم لها ، ويرتفع نحيب الام وتقول : مقدرش اعيش من غيرك ، وترفع يدها وتقول يارب اجعل يومى قبل يومه يارب .

واستجاب الله سبحانه لدعوة الام وفى اول ليالى رمضان الذى اعدت له عدته ودمست الفول كعادتها ووزعت منه على الاهل والجيران واعدته للسحور وجهزت ماستطهوه فى الغد للفطار وقرأت من القران ماتيسر لها وودعت زوجها عند باب الشقة لذهابه لصلاة الفجر فى المسجد وصلت هى فى البيت وذهبت لابناءها فى غرفهم وتقول لهم كل سنه وانتم طيبين وتذهب الى سريرها منتظرة عودة زوجها ويغلبها النوم فتنام وفى الصباح تصحو ابنتها الناقمة على كون امها تتمنى الموت قبل ابيها وتطرق عليها باب غرفتها كعادتها وتفتحه وتبلغها انها ذاهبة الى المدرسة فلا ترد عليها على غير العادة وتكرر الجمل وبلا رد فتقترب منها فتجدها ضاحكة الشفاة ، فتقترب اكثر وتقول لها ياماما مش وقت الهزار وتعملى نفسك نايمه عشان اجى احضنك وابوسك انا اتاخرت وعندى امتحان ، لاترد الام ونفس الوجه المبتسم فتتلمسها ابنتها فتجدها باردة الملمس فيزداد هلعها فتنادى على اخوتها وخاصة كبيرهم محمد الطبيب فى السنة النهائية فيأتوا كلهم مسرعين وينادوا على ابيهم الذى يقرأ المصحف فوق سطح المنزل كما اعتاد فى كل رمضان يقرأ من الفجر وحتى الضحى فى العراء كى لايكون بينه وبين الله عازل ..

الابن يدرك انها فارقت الحياة ولكنه يكذب على نفسه ويحضر السماعة بل ويصر على استدعاء طبيب وتتأكد الفاجعة ويتحقق لامهم ماكانت تدعو به ويظلم البيت ويتشح بالسواد ويبكى الكل عليها ويزيد ابيهم من حزنهم حزنا بتدهور حالته وبحديثه الى الله لماذا استجبت دعوتها ولم تستجب لما دعوتك به فقد دعوتك بالمثل جهرا وسرا .

ويموت الاب بعد عام من وفاتها تاركا بيتا حزينا وابنة وحيدة خائفة من ان تعيد مأساة امها فآثرت الا تتزوج وتعيش بحالها تتجرع ذكريات امها وحبها لابيها وحبه لها وعبثا حاول اخوتها اثناءها عن قرارها مما جعلها تختار الهجرة بعيدا فى كندا وهناك نست ماعاهدت به نفسها واحبت وتزوجت وانجبت ومات زوجها بعد عشر سنين من الزواج وساعتها صرخت الما وتمنت لو دعت واستجاب لها ربها كما استجاب لامها..

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *