كم كانت حياتها مرفهة سعيدة فهى ابنة وحيدة على خمس ذكور الكل يعطيها من محبته وتدليله ويزيدهم الابوين اللذين كانا يطيران بها فرحا وتلبية لكل مطالبها .
فى هذا الجو الاسرى الطيب نمت اسراء وكبرت وانهت تعليمها الجامعى بتفوق زاده حفظها لكتاب الله والتزامها الدينى مما جعل خطابها كثيرين .
فى اول يوم استلمت فيه وظيفتها كمدرسة لغة فرنسية فى واحدة من المدارس الدولية كان يوما مختلفا بكل معانيه فقد التقت بعالم اخر واشخاص اخرين غير من اعتادت عليهم فى بيتها ودراستها وفى هذا اليوم ايضا التقت به مدير المدرسة لم يكن شابا بل كان فى منتصف الاربعينات ولكن ملامحه شابة قوية عفية ، نظراته ثاقبة الا انها اخترقت قلبها وجعلت من هذا المدير يحظى بمكانة غريبة غير مفهومة التفسير لدى اسراء .
مضت شهور واكتمل عام فى عملها وتزداد هى تعلقا به وهو كما هو ثابتا لايبدى اى شىء سوى تعامله كمدير وهى مرؤسة عنده ، فى يوم اشارت عليها صديقة الدراسة بأن تحضر علبة شيكولاته وتوزعها فى المدرسة بدعوى انها قد قرئت فاتحتها ونفذت مااشارت به صديقتها وبارك لها الكل الا هو لم يبارك وبدا مستاء وحزينا مما جعلها تسعد وتتأكد انها تحتل مكانة لديه .
فى اليوم التالى استدعاها الى مكتبه وفور دخولها قام من مكتبه واغلق الباب واجلسها قبالته وامسك بيدها وقبلها واعترف لها بحبه الذى احال التصريح به فارق السن والاهم انه زوجا وابا وان كان منفصلا الا انه لن يطلق زوجته حرصا منه على الابناء ورغبته بأن يظل الببت بأب وام واستطرد قائلا هى تعلم اننى سأتزوج غيرها وتعلم ايضا بالتغييرات التى اعترتنى منذ ان رأيتك ..
وصمت ليتركها فى صدمتها بكم المعلومات التى القاها عليها وكيف لم تكن تعلم بزواجه وانجابه ؟
هل حبها جعلها لاترى ولا تسمع ولا تسعى لمعرفة اى شىء عنه ؟
خرجت من عنده وهى فى حالة من الذهول ؛كيف ستتصرف ؟
وماذا عن ردة فعل ابويها واخوتها الخمسة ؟
من بيتها الى المدرسة وهى تفكر على مدى اسبوعين متواصلين لايغيب لحظة تفكيرها فى هذا الامر .
وتتخذ قرارها بأنها تحبه وستصر عليه مهما عارضها اهلها ، وبالفعل الكل رفضه موضوعا وجوهرا وبخاصة امها التى بكت امامها لتثنيها عن تفكيرها ولكنها فشلت واصرت اسراء على موقفها وهددت بالانتحار اذا لم تصبح عروسه وانتصرت واضطر اهلها على الموافقة خوفا عليها لانهم يحبونها ولايتخيلون الحياة بدونها ، وانتهت مراسم الفرح الاسطورى الذى اصر اخوتها وابويها عليه وعلى ان تعيش فى هذا اليوم كأحلى واجمل ماانجبت نساء الكون .
زفت اليه واخذها الى شقة فى ارقى كمبوندات التجمع وعاشت معه عام نهلت فيه من السعادة كما وهبته ايضا مثليها وانجبت توأم ولدا وبنتا تحملت من اجلهما معاكسات زوجة زوجها واولاده الثلاثة الى ان جاء اليوم كانت تصلى فجاء من خلفها وجذبها وصوته عال واخرجها من صلاتها وهى لاتدرى مالسبب فما كان منها الا ان بصقت عليه وانبته على اخراجها من بين يدى الله مهما كانت الاسباب فصفعها على وجهها مرات عديدة لتسقط فى الارض مغمى عليها وعندما تعود الى الحياة تجد نفسها محاطة بأهلها لتعلم انه طلقها طلقة بائنة وتنازل لها عن الشقة من اجل ابنيه وترك لها رسالة فيها كلمتين
الا انتِ..