ساعات معدودة تفصل بينه وبين الحلم الذى تحقق واصبح واقعا ، فهاهو يعد نفسه للانتقال الى المستقبل الذى خطط له ورسم وصور ، مستقبله مع فتاة احلامه التى فعل المستحيل من اجل ان تكون له ..
فهو يصغرها بعشر سنوات ولكنه يحبها حبا ملك حياته وجعله يقف امام كل من يعارض هذه الزيجة من اهلها قبل اهله ويصمد امام صدهم ورفضهم وهاهى لحظة السعادة اقتربت وهاهو يرتدى بدلة العرس ويضع البارفان الذكى الذى اهداه له ابيه سعادة السفير رغم رفضه لهذه الزيجة غير المباركة ؛ كما قال له وهو يحتضنه ويذهب معه هو وكامل اسرته من فيلتهم المتوارثة فى منطقة المعادى الى احد الفنادق المقام فيها حفل عرسه …
ساعات العرس مرت على اهل العريس كانها سنون لتنتهى باصطحاب ابنهم لعروسه الى المطار لقضاء شهر العسل ثم الاقامة فى الخارج حيث مقر عمله ومعيشته ، مضى شهر والمحادثات بين العريس واهله كلها سعادة من العريس وفتور من اهله ، لتنقطع بعدها الاتصالات ويصلوا لمرحلة الشات ع الواتس او الماسينجر لتنتهى بعدها ..!!!
ولايحدثهم الابن نهائيا ، فى بادىء الامر التمست اسرة الابن العذر لابنهم لعل عمله او زوجته يمنعانه من التواصل معهم ولكن الامر ازداد قلقا بسؤال الاب المحيطين بابنه عنه والكل يجيب بانهم لم يعودوا يرونه لاهو ولا عروسه ..
يحزم الاب امره ويسافر لابنه فيجد مسكنه مغلقا ويسأل عنه فى عمله فيجيبوه بأنه منقطع منذ ان عاد عريسا ، يتوجه الاب الى السفارة لتؤكد له انه لم يغادر ولم يحصل على اية تاشيرات للخروج ، يتوجه الاب بعدها الى المطار وشركات السياحة والاقسام والمستشفيات ولايجد اثرا لابنه …
يتصل بأهل عروس ابنه فيقابلوا لهفته وخوفه بلا مبالاة وبأنها تدخل فج فى شئون العروسين وبأنه يريد ان يفسد حياتهما لانه لم يكن راضيا بهذه الزيجة من الاساس . …
يعود الى ارض الوطن مستغيثا بكل الجهات ولكن كل محاولاته تضيع سدى ، يجن جنون الاب وتتحلل الام حزنا ويبكى اخواته الما وتمضى الايام والشهور وسنوات ليتسلم الاب بعدهم خطاب من مجهول يؤكد له انه قتل زوجته لانها لم تكن من حارب من اجلها فقد كانت فراغ لم يحتويه بل شده معه الى الهاوية ..
ويستطرد فى خطابه قائلا : لم تكن تلك التى كنت اريدها ، مطيعة ، مجيبة ، تعاملنى كسيد وهى خادمة لى ؛ كنت اتمناها تتضاءل امامى كتضاءل الفراشات امام الاضواء..
، صدقنى ان قلت لك كانت امنيتى ان اراها شبيهة امنة فى الفيلم العربى الشهير دعاء الكروان فأنا احببتها بهذه الطريقة ولكنها لم تكن مااحببته ولم تعطنى ماحاربت الدنيا من اجله وهو ان تجعلنى سيدا ، ملكا ، وهى خادمة فى محراب قلبى ، سراب حبها لم يعطنى اى فرصة للتخلى عنها او اطلاقها باحسان ؛ فقد شعرت اننى خسرت عمرى واحلامى وتطلعاتى ؛ فكان لابد ان اجتث تلك النبتة التى افسدت بستان حياتى وجعلتنى اعيش فقط لكى ارعاها واسقيها وهى نبت شيطانى لايريد ان يسعدنى فقط يتباهى بنفسه ويتركنى اصرخ فى صحراء حب خادع..
وفى نهاية الخطاب يطلب منه الا يبحث عنه والا يعلن ماذكره له حتى لايحكم عليه بالموت اذا عرفت الحقيقة ، يحرق الاب الخطاب ويبكى لانه لن يستطيع ان يخبر ايا من اهله ولاحتى امه بهذه المعلومات واحزنه اكثر عدم قدرته على اخبار اهل عروس ابنه بمصيرها العجيب..