الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..ومنه ما أحيا…!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..ومنه ما أحيا…!!

فى واحدة من قرى مصرنا الحبيبة عاشت سلمى فى اسرة متوسطة الحال كانت فيها البنت الوحيدة على سبعة اولاد وكان ابيها سعيدا جدا بأنه اب لهذا الكم من الاولاد وكان يتمنى ان تكون سلمى ولدا لتكتمل فرحته التى طالما تحدث عن كسرة نفسه وحزنه عندما اخبرته المولدة ان زوجته انجبت بنتا.

وكم حاول المقربون منه ان يزيحوا عنه همه وحزنه بانجاب بنت وتذكيره بان لديه من الصبية سبعا وهى وحيدة وانها ايضا ستكون دلوعة البيت ولكنه رفض كل كلامهم واكد لهم ان البنات مشاكلها كتيره وهمها اكبر من ان يتحمله …

على عكس الاب كانت الام هنية سعيدة بانجاب بنت تكون لها سندا واخت..

ايضا تترحم عليها حين موتها وتصرخ فى جنازتها وقبل كل ذلك تكون معها فى كل مراحل عمرها من الشدة والفرج والوهن والقوة…

.كبرت سلمى وكبر معها حب اخوتها الذكور لها وتدليلهم وخوفهم عليها وحرصهم على اسعادها بكافة الطرق .

سلمى كانت ايقونة البيت ونوره الذى يلتف حوله الجميع ويسترشدون به ،كانت طاقة محبة تنثر اريجها فى كل مكان وزمان فى البيت وخارجه ، جيرانهم متعلقون بها ويستبشرون بطلتها ونظرتها وابتسامتها ، البائعون يقسمون بالله انها اذا مامرت عليهم والقت السلام فان بضاعتهم تباع فى ثوانى باسعار مربحة لهم، فى المدرسة كل زملائها يتنافسون على مصادقتها واصطحابها معهم فى اى مكان، المدرسين يشيدون باخلاقها وادبها وذكاءها وجمال روحها. القرية كلها لم تكن تجتمع على شىء الا حب سلمى وجمال سلمى اما..

ابوها فقد كان يحاول فى بادىء الامر ان يتخلص من موروثه الاجتماعى البغيض عن البنات وبانهن حمل ثقيل وتعب لاينتهى حتى نهاية العمر فهى تتعبه فى تربيتها وعندما تتزوج تتعبه فى حياتها الزوجية ومشاكلها وحتى خلوها من المشاكل فهو يتعبه لانه مدفوع الاجر بما يقدمه الاب من زيارات وهدايا للزوج حتى لايسمم عيشة ابنتهم ….

سلمى كانت تحب اباها حبا مبالغ فيه وتفعل كل مافى وسعها لتسعده وتجعله يظهر لها حبه الا ان الاب لم يفعل ذلك ابدا …..

مرض الاب ولزم فراشه فترة من الزمن كان كل من فى البيت يتفانى فى خدمته وكانت سلمى تبكى دوما وتتضرع الى الله ان يشفيه من اجلها لانها تخطط لغد تنجح فيه وتصبح دكتورة يفخر بها ابوها وينسى مايحمله فى عقله وسلوكه من ان البنت حمل ثقيل ….

بشفاء الاب تحولت مناسك بيت سلمى فقد تعلق بها ابوها تعلقا كان مبعثه ماتابعه خلال مرضه من حزنها ودعاءها له ليل نهار بالشفاء وشعور الاب بانه كان مخطئا وتأنيبه لنفسه بعدم البوح لابنته بأنه يحبها وبانها رمانة قلبه وحياته…..

كل يوم يزداد تعلق الاب بسلمى التى تطير فرحا بهذا التحول وفى يوم نجاحها فى الثانوية العامة بتفوق يؤهلها لتحقيق حلم ابيها الذى حرصت غلى تحقيقه بان تصبح دكتورة يشار اليها بالبنان ويقول الناس عليه ابو الدكتورة فى هذا اليوم تحول الفرح الى حزن فقد سقطت سلمى مغشيا عليها وظن الكل انها مجهدة من المذاكرة او ربما من الفرحة بالنجاح بتفوق باهر ولكن القدر كان يختزن الكثير لسلمى واسرتها فقد اظهرت الاشعة والتحاليل انها مريضة لوكيميا او سرطان الدم وانها فى مرحلة متأخرة وماتبقى لها من العمر اقل من القليل ، خيم الحزن على بيت سلمى وصار الكل يسمع صوت ابيها وهو يخاطب الله فيقول : مالحقتش يارب اشبع منها ، ده انا يدوب فتحت قلبى عشان احبها انا كنت خايف يحصلى اللى حصل لابويا واللى جراله من تعلقه باختى ولوم الناس عليه عشان بيحب البنت بالطريقه ديه وهى طلعت ولانزلت بنت ، اختى ماتت وابويا اتجنن بعدها….

يارب انت بتعاقبنى على ايه انا بحبها من ساعة ماجت الدنيا بس خوفى هو اللى كان مخلينى ابين عكس اللى جوايا..

لا يارب مش كده ، خدنى انا وسيبها يارب …

لم يكن ابو سلمى يكف عن هذه العبارات حتى بعد موت سلمى وتحول البيت لبقعة سوداء ودوامة حزن…!!!

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *