لايعرف أحد له أسرة ولاأصل ولابلد فالكل يعلم حقيقة واحده وهيّ أن أسعد الذي جاء إلى منطقتهم من عشر سنوات طفلاً لم يتجاوز السادسه من عمره لم يجب أيا من سأله عن هويته ولا سبب تركه لإهله…
إن كان له أهل أو حتى الحديث عن تفاصيل حياته ؛ ومن كثرة ماسألوه ولم يجب عليهم اكتفوا بمناداته باسمه الذي ذكره لهم وبالطبع لا أحد على يقين من كونه اسمه الحقيقي أم حلقة جديدة من حلقات الغموض التى تكتنف حياة هذا الأسعد …
فى أحد أحياء منطقة المطرية عاش أسعد مع أهلها الطيبين الذين التفوا حوله وكل منهم حاول قدر الإمكان مساعدته ..
فمنهم من أجّر له مخزن فى الدور الارضي من بيوت المنطقة العامرة بإهلها ومنهم من وفّر له العمل كصبي فى أحد المطاعم وكل أهل المنطقة اتفقوا على تقديم يد العون له كل بطريقته وعلى طريقته .
كان أسعد يوقظ أهل المنطقة يومياً على صراخه وهو يقول :
( ولاد الكلب ) وعندما يفيق من نومه يبكي ويقول لهم كابوس ثقيل ولايفضي بما يراه ويجعله يصحو مختنقاً صارخاً بهذه الجملة ..
تحول كابوس أسعد ليصبح واقعاً يصرخ به فى ساعات النهار وأحيانا أثناء عمله يرعب الكل بهذه الجملة وهو يصرخ ويرتعد …
عبثاً حاول أهل المنطقة معرفة حقيقة هذه الجملة التي تحول أسعد من كائن هادىء صامت إلى شخص آخر محتّد حزين مهموم يرتعد خوفاً والماً…
مضت سنوات ليجد أسعد نفسه قد صار شاباً وكذلك رأته منطقته وطالبوه بأن يستخرج بطاقة واقترح عليه أحد الجيران وكان يشغل منصب مأمور أحد الاقسام أن يستخرج له شهادة ميلاد كي يستطيع أن يكون عضواً فاعلاً فى المجتمع ويستخرج بطاقة …
بالطبع رحب أسعد ولكنه رفض استخراج شهادة ميلاد لأن لديه واحدة وسيذهب لاحضارها من بلده التي تركها من زمن …
ذهب أسعد ليأتى بهويته ولم يعد ومضى شهر واثنان وثلاثة واكتمل عام ولم يعد وأهل المنطقة يتساءلون عن سبب غيبته والكل يدلي بدلوه بذكر سببا يقسم بأغلظ الايمان أنه السبب الحقيقي وراء اختفاءه ليصحو أهل المنطقة على صراخ اسعد وهو فى حالة يرثى لها فاقدا للاهليةويجرى بدون وعى وبلا هدف مردداً ….
ولاد الكلب …!!