عندما التقت به وهى فى المرحلة الجامعية لم تكن تعلم أنه سيكون أيقونة عمرها كله ورغم أنها لم ترتبط به لرفض عائلتها ولعدم اصراره عليها واكتفاءه بالحزن والامتثال للواقع الاليم رغم كل ذلك كان له بقعة خضراء فى قلبها الصغير .
تزوجت وانجبت وتدرجت فى المناصب حتى اصبحت وزيرة ولها سلطان وكيان ولكن قلبها لايعرف الحب إلا بالطرق على هذه البقعة الخضراء القابعة فى اعماقها وتذكر سنوات الحب الأربع التى عاشتهم معه فى الجامعة .
للحق كان زوجها مثاليا فى كل شىء لدرجة أنه كان يحرص على أن يصنع لها بيديه كل المأكولات التى تحبها ويرفض رفضا باتا أن تصنعها الخادمات الكثر فى بيته الكبير الفخيم وريث العائلات المرموقة التى تتصل بعائلتها بالنسب والقرابة والتى ربما كانت السبب الاهم فى رفض زواجها ممن احبت.
فى يوم من ايام عملها المزدحم دخلت سكرتيرتها واعطتها كارت مؤكدة ان صاحبه منتظرا فى الخارج ، وعندما همت بنهر السكرتيرة والتأكيد عليها أنها لاتقبل لقاء أى شخص إلا بموعد مسبق وفحص وضعه الاجتماعى والوظيفى مع استثناء اصحاب الحوائج وتوفير مستشاريها بلقاءهم وحل مشاكلهم ، قبل أن تنبت ببنت شفة وقعت عينها على الكارت وكان هو ، البقعة الخضراء التى لازالت تسكن قلبها وبجواره صفة مستثمر ورجل اعمال .
لوهلة ترددت فى إتخاذ القرار ولكنها حزمت أمرها وقالت لها إجمعى منه كل بياناته واعرفى سبب المقابلة ؛ وعليه حددى له موعد مع أيا من المستشارين المختصين بنوعية طلبه ومشكلته ، أول ماخرجت السكرتيرة وجهت انظارها إلى الكاميرا المثبتة فى بهو مكتبها ورأته وكأنه كان معها بالامس لم يتغير كثيرا كل مازاد عليه خصلات بيضاء زادته جمالا ورونقا وجسمه ممشوقا كما كان نظراته حادة ثاقبة لم تتغير، قربت الرؤيا أكثر لترى انطباعاته بكلام السكرتيرة وابتسامته الخلابة تعلو وتكسو ملامحه كلها ويمد يده يسلم عليها ويخرج . ب
بخروجه لم تدر ماذا تفعل بل ماذا سيفعل هو هل سيكرر المحاولة ؟ وهل كان آتيا لمصلحة وظيفية ؟
أم أنه يتعلل بذلك حتى يراها ؟
لم يتركها كثيرا فى قلقها اذ وجدت رقم خاص يكلمها وذلك كان طبيعيا أن يهاتفها اشخاص ووزراء لهم ارقام خاصة فالتقطت هاتفها لتسمع صوته يغزو سمعها ويتغلغل إلى كل كيانها ، تتظاهر بعدم معرفة صاحب الصوت ويرد هو بهدوءه المعتاد ويعرفها بنفسه ويؤكد لها أنه كان على يقين بأنها لن ولم تغير رقمها ، ردت بمحاولة الحفاظ على وضعها الوظيفى وبأنها وزيرة وليست كما كانت من قبل ، فرد عليها بلهجة المنتصرين بأنه يراهن بأن احتفاظها بنفس رقم الهاتف رغم التغير والتغيير كان من اجله هو وبأنها كانت تعلم انه سيكلمها مهما مضى من الزمن ، تتحول لهجتها إلى الحزم وتؤكد له أن هذا الكلام لايقال فى الهاتف وأنها تنأى بنفسها عن هذه الكلمات وبأنها متزوجة وتحب زوجها فيرد بهدوء إذن نلتقى ونتحدث حددى الموعد والمكان وأنا ألبى فورا غدا فى نفس مكان لقاءنا فى كازينو المنيل بالقرب من الجامعة اذا لم تكونى نسيتى تلك اللقاءات والمشاعر ، تصاب بحالة من التخبط تقول له على اثرها موعدك محدد مع السكرتيرة عندما تأتى وتنتهى من شكواك مع المستشار الخاص بى فلتأتى اسلم عليك ونشرب فنجان قهوة ، الى اللقاء .
تبكى بعد انتهاء المكالمة وتبتهل إلى الله أن يعينها وتجمع أوراقها وتعود مسرعة إلى بيتها ترتمى فى حضن زوجها تطلب منه أن يضمها إليه بقوة وأن يحدثها عنه وعن مشاعره تجاهها وتنادى على اولادها وتقبلهم وهى لاتدرى ماذا الم بها.
فى الصباح تذهب إلى عملها وتطلب من احد موظفيها جمع معلومات عنه صحيحة وبما أنها تعلم أن هذا الموظف له أذرع فى كل مكان فقد كانت على قناعة بأن مايجمعه هو الصائب .
بعد يومين جاءها بدوسيه كبير يجمع كل ماكانت تريده من معلومات وصور ، وعلمت أنه شخص عظامى جمع ثروته من المطلقات والارامل والفتيات الصغيرات بنات الاغنياء والوارثين .
واتخذت قرارها واعطت مستشارها مالديها من معلومات عنه ووسط كل هذا التصعيد لم يكف عن محادثتها وارسال عبارات الحب والهيام والعشق لتحبك هى حبل اخطاءه وتستطيع أن تقدمه للعدالة بتهم كثيرة تكفى لأن يكمل مابقى من عمره سجينا وتنتزع هى من اواصرها تلك البقعة الخضراء التى زرعتها وهى واهمة وراعتها وهى جاهلة
إنهاء الدردشة
اكتب رسالة…