فى مكانها الذى رآها الناس عليه منذ عقود لايعرفها الكثيرون عاشت وهى لاتدرى من هم أهلها فقد وجدت نفسها فى هذه الركنة من ناصية بيت يمتلكه رجل معروف عنه التقى والورع ، عندما جاءت الى هذا المكان كان عمرها يقترب من السابعة تركت أمها لتحضر لها طعاما واختفت ؛ وانتظرتها الطفلة ولم تعد لساعة واثنتين وثلاثة وحينها صرخت وعلا بكائها فتجمع حولها الناس وهى لاتعرف سوى أمها تاتى تركتها لتحضر لها طعاما ، مااسم أمك ؟
ترد باكية معرفش اسمها ماما ؛ أين تعيشين ؟
مع ماما وبابا واخويا لسه مولود اسمه يحى ..
معاكى رقم اى حد نكلمه عشان يجى ياخدك أو يعرفنا فين اهلك نوديكى ليهم ؟
ترد وهى تبكى بحرقة ممعيش. أشار اهل النصيحة بعمل محضر وتركها هناك كى يساعد في إعادتها لأهلها..
ولكن صاحب العقار رفض ذلك الاقتراح قائلا ان أمها تركتها عن عمد وفى القسم سيتم ايداعها فى دور رعاية وسيكون مصيرها مبهم وأنا ليس لدى بنات كل خلفتى صبية وكلهم تزوجوا وتركونا انا وأمهم فأنا سأعتبرها ابنتى ؛ لاقى اهل المنطقة العرض بترحيب وبالفعل عاشت معهم ومنحها كل مزايا الابنة فقد تواصل مع احدى الدور واتفق معهم ان يتبناها…
تغيرت حياة الرجل الطيب وزوجته بدخول امل عليها فكانت بالفعل املا لهم جعل حياتهم مشرقة كبرت امل وصارت فتاة جميلة والتحقت بالجامعة وتخرجت منهاوجاءها الخطاب واحداً تلو الآخر وهى لاتبدى استعدادا ، وانشغلت بالعمل وتحقيق الذات حتى جاء يوم تغيرت فيها حياتها فقد كبر الرجل الطيب وأصبح لايستطيع ان يقف فى وجه أولاده الرافضين لقراره بتبنى هذه الابنة ؛ واشترطوا عليه الا تزاحمهم فى الميراث لانهم سيثبتون فى المحاكم انها ليست ابنته وأنها ابنة ضالة ، ولمَ سألهم وكيف ستعيش هذه الابنة إذا ماانتقل الى الرفيق الأعلى ؟
وردوا كلهم فى نفس واحد “واحنا مالنا هى بقية عيلتنا”.. اشتد بالرجل الطيب المرض وزاده حزنه على ضياع قدرته وهيبته امام ابناءه وإجباره على تنفيذ مطالبهم المجحفة ؛ ويطرق بابهم غريب يفتحوا له فيراها أمامه أم الابنة الضالة كما يطلق عليها أولاده ؛ لقاء عصيب تشكره على صنيعه معها قديما وزواجه منها بسترها وتطلب منه العفو على عدم الاستمرار معه وتفضيلها من هتك عرضها ونسيان جرمه بمجرد ان عاد طالبا زواجها ‘ استكملت حوارها وهى تنتحب وتقول ” حملت فى ابنتك وهو لم يعلم انها ابنتك وعندما علم بالمصادفة البحتة عندما مرضت ابنتنا وأجريت لها تحاليل وفحوصات استلزمت اجراء تحاليل مماثلة لأبيها وحينها انكشف السر الذى أخفيته وعرف انها ليست ابنته وخيرنا بين الاستمرار معه وإعادتها إليك؛ وجئت بها اليك لانك ابن عمى وسترى وسندى ؛ولكن لم استطع ان اواجهك وتركتها عند بابك وراقبت الموقف كله وأنا على علم مسبق بانك ستفعل مافعلت ….