عِشرة بوابتك للحياه
منذ صغرها وهى تسمع وترى اباها وهو يتحدث عن الجنة والنار ومن سيدخل النار ومن سيحظى بالجنة .
ابوهاا كان رجل دين وامها مربية فاضلة فى وزارة التربية والتعليم ، اخوتها الأولاد والبنات كلهم يسيرون فى نفس المناخ الذى تعيشه هى مع ابويها التحليل والتحريم ، حياتها كلها محصورة بين كلمتين جنة ونار ، حلال وحرام .
كبرت وكبر معها هذا التصنيف واصبحت فى كل الاماكن والازمنة تصنف هى الاخرى الناس ، وتدخل من تدخلهم فى الجنة وتلقي من تلقي بهم الى النار ….
يوما ما وكان عمرها تخطى الخامسة عشرة رجعت البيت حزينة فقد ماتت ام صديقتها المقربة الى قلبها ؛ وفى البيت وجدت اباها كعادته ممسكا بالمصحف الشريف يتلو ماتيسر له وعندما رآها تبكي اختتم قراءته وصدق بالله العظيم وسألها عن سبب البكاء فقالت له : طنط نبيلة مامة مها ماتت .
وحينها نظر اليها قائلا وكله استهانة : انها من اهل النار !! لماذا ياابى ؟
رد محتدا لم تكن محجبة وتركت ابناءها مثلها بلا حجاب فهى تتحمل ذنبهم وستحشر معهم فى جهنم .
كفت عن بكاءها وتوسلت الى الله الا يدخل مامة صديقتها النار فقد كانت جميلة فى كل شىء ومعطاءة وطيبة الى ابعد الحدود ، رجت الله فى دعاءها ان يعفو عن عدم ارتداء طنط نبيلة اللبس الديني وان يضع اعمالها الطيبة فى ميزان الحسنات حتى لاتدخل النار .
وفى الصباح ذهبت الى صديقتها لتعزيتها وتذكيرها بضرورة ارتداء الحجاب حتى لاتلحق بأمها…
اندهشت صديقتها من هذه الكلمات وقالت لها بحزن دفين : مابيني وبين ربي يخصني وحدي ولا اسمح لاى انسان بأن يتدخل بينى وبين ربي ….
فى يوم آخر تمردت اختها الكبرى على ابيها ورفضت العريس الذى اختاره لها ابوها واصرت ان تتزوج من احبت وفرت من ابيها وتزوجت من اختارته رغما عن الكل .
بعد سنوات شاط البيت …
فالام علمت بمرض ابنتها الفارة من ابيها واصرت ان ترافقها فى رحلة العلاج واعتبر الاب اصرار امها نشوزا وحرمها عليه وقال ان وجودها فى البيت من اجل الاولاد فقط اما هى فقد حرمت عليه ليوم الدين وعليها ان تنتظر مكانها فى جهنم .
عادت الام بعد اسابيع قليلة تنعي ابنتها وتصطحب فى يدها حفيدتها ؛ ورفض الاب دخول البنت لانها ابنة حرام وامها عاشت مع ابيها كزانية لان الزواج لم يتم بموافقة الاب وابنته كبكر لابد ان يكون هو وليها مادام على قيد الحياة .
سنون تأخذها وتأتى بها وهى كما هى كل وظيفتها ان تصنف الناس من سيدخل الجنة ومن سيكون مصيره جهنم ؛ وعندما مات ابوها لم تعرف الى اين سيذهب لانها كانت فى حيرة من امرها وامر امها اين سيكونون …!!
