جريمة متقنة لم يكشفها رجال الشرطة على مدى ربع قرن عاشت خلالهم بطلة قصتنا حرة تتنقل من بيتها الى عملها وتحصل على معاش زوجها كاملا شاملا .
كلما تذكرت لحظة تخلصها من زوجها تشعر بالسعادة وتضحك على ذله حينها وحاولته تقبيل قدمها كى تتركه يعيش وقسمه بأغلظ الايمان لها بأنه لن يمسسها بسوء وسيعيش خادما لها شريطة ان تتركه يعيش فهو لم يشبع من الدنيا كما قال لها وهو يصرخ راجيا عفوها..
تتذكر كيف التقت به ووقوفها بجواره وتحمله كل انواع التعب والقلق والفقر وتغاضيها عن تقصيره وهفواته ونزواته لانها احبته ولم ترد لبيتها الخراب ولابناءها الخمسة التشتت والانهيار ، سنين وهى صامتة لانها ان عاتبته تجده فاجرا فى رده عنيفا فى هجره قاتلا فى ذله لها ومعاملتها كالاموات ..
لم ينفع تغاضيها ولاحتى مواجهته ولا تدخل الاهل لردعه فقد صار رافضا لكل ماهو حق وصواب محبا للحياة الخطأ ، اقتربت من الاربعين وهو تخاطهم ولم ينفع السن فى تعقله بل زاده غيا وتفاخرا بمعصية الله ..
فى اخر حوار بينهما هددها بذلها بطرق لم تعرفها من قبل ونوه لها بتلفيق تهمة الزنا لها وسجنها وحرمانها من ابناءها واختتم حواره او تهديده لها : انا هفضل كده وانتى لازم تعرفى انك خدامه …
حينها سدت كل الطرق فى وجهها ولم تعرف ماذا تفعل الا حينما شاهدت فيلما اجنبيا قامت فيه البطلة بقتل زوجها ودفنه فى حديقة المنزل ، لاحت فى ذهنها فكرة التخلص منه واهتدت الى الطريقة واستبقتها بتلطيف الجو وتأكيدها له انها ستصبح كما يريد خادمة وستتركه ينهل من الملذات ماطاب وحلا ، واقنعته بالسفر الى اهله وقضاء عطلة هناك فى الجو الريفى الجميل وبالفعل سافروا كلهم وقضوا خمسة ايام فى سعادة وهناء وفى اليوم السادس وكما خططت تماما واوحت له بأن يذهب كما كان يحكى لها فى رحلة صيد البط فى الجزيرة ، فسعد جدا وذهب الى ابيه وامه واخوته يخبرهم ويطلب منهم اعداد قارب الصيد والبندقية وكل ادوات الرحلة التى كانت تستغرق يومين ، ودعته وسلم عليه ابناءه بعدما رفض توسلات كبيرهم بأن يصطحبه معه خوفا عليه قبل امتطاءه القارب كانت قد ناولته مشروبا مخدرا يسرى مفعوله بعد فترة ليست بالطويلة ، على الجانب الاخر من الجزيرة كانت فى انتظاره كما خططت ووعدته بليلة حمراء سيحكى عنها وبعد ترجيه لها ان تتركه يعيش ورفضها لهذه الرجاءات كان قد فقد وعيه لتربطه فى نخلة فى الجزيرة وتهيل عليه اكوام من الطين وتخلى قاربه وتعود الى بيتها وتنام نوما عميقا
ويمضى يوم واثنان وبعدهما تنقلب الدنيا ويذهب الكل فى البحث عنه بلا جدوى ويأتى البوليس وتجرى التحقيقات ويغلق ملف التحقيقات ويسجل مفقودا وبعد فترة تستخرج له شهادة وفاة لاتندم بعدها ولم تندم على مافعلته به ولم تستغفر ربها على هذه الجريمة بل انها كانت تناجى ربها وتؤكد له انه اذا عاد مرة اخرى ستقتله الف مرة لانه قتلها وتركها …