فى اخر انفاسها نظرت اليه وقالت له لم اكن اريد ان افارقك وكنت اتمنى من الله ان اظل معك حتى تقوم الساعة .
وماتت بعدها وهى تمسك بيده وتنظر الى عينيه وكأنها تريد ان تكون نظراتها اليه اخر شىء رأته فى الدنيا ولمسة يديه هى كل ماشعرت به فى هذه الحياة التى عاشتها وهى غافلة عن كثير من الاشياء لعل اهمها انه لم يكن وفيا كما تعتقد هى وذلك ماكان يشقيه ويتعسه ولكنه لم يستطع ان يغير من نفسه ولا ان يتغير رغم مايملكه قلبه من حب لها تلك الفتاة الغنية التى ورثت اموال واراضى وشركات وعقارات فى داخل الوطن وخارجه .
كان حينما التقى بها فتاة تبلغ من العمر ١٧ عاما وهو يكبرها بعشرة اعوام . كان معلم اللغة الانجليزية التى افتتنت به ووقعت فى حبه وحاربت الدنيا من اجله وخاصة ابيها الذى رفضه كلية شكلا وموضوعا وحاول بكل الطرق اقناعها انه لايناسبها وانها من طبقة غير طبقته وبأنه ليس ذلك الرجل الذى يستحقها ، ولكنها لم تستمع لابيها ولم تطع امها وساقت عليهما الدلال والحزن واستغلت كونها وحيدة واعلنت العصيان وحبست نفسها فى حجرتها بالايام حتى وقعت مغشيا عليها ونقلت الى المستشفى تعانى من انخفاض الضغط وهزلان وشحوب ، تلك الاعراض اجبرت ابويها على الاذعان لمطالبها وارتضوا به عريسا وصهرا لاسرتهم صاحبة المال والجاه والاصل العريض والجذور التركية .
اشترط ابيها ان تتم تعليمها والا تنجب حتى تنتهى من الدراسة ووافق الزوج ورحب واكد انه كان سيطلب ذلك ولكن تخوف من ان يفهم خطأ ويفسر ذلك بأنه لاينوى الاستقرار والاستمرار.
مضت سنوات دراستها وهى متفوقة فيها وانهتها بتفوق ليتم تعيينها ضمن طاقم التدريس وخلال سنوات قليلة استطاع ان يحظى بثقة ابيها ليوكل اليه كل اعماله ويصبح المهيمن على كل شىء ..
بعد سنوات من الاستقرار والارتقاء المادى فكرا سويا فى الانجاب معززا بطلب ابويها بان يتمتعا بمقولة اعز الولد ولد الولد .
اصطحبها الى طبيب فآخر ولم تحمل ولم تعرف السبب وفى يوم وبعد الحاح منها اخبرها زوجها بأن سبب عدم الانجاب يعود اليها وطمأنها بأنه لايريد من الدنيا سواها ، تغيرت حياتها بعد هذا اليوم اعترافه اكد لها انها تحبه ولاتريد الا هو ولكنها كانت ترغب فى اتمام السعادة وتكون اما وتجعله ابا.
تعلقت به اكثر وصارت تلتصق به فى كل مكان لدرجة ان البعض كان يصفها بابنته وليست زوجته . بعد اكثر من ١٥ عشر عاما حدثها عن التبنى وبعد بكاء وحزن وافقت وجاء بطفل لم يتجاوز الثانية من عمره ونسبه اليه ومع الوقت تعلقت به واصبحت تراه ابنها الذى لم تلده ، ولكن سعادتها لم تكتمل فبعد ان دخل ابنها بالتبنى مرحلة الصبا لم يرد الله ان يكمل عمره معها ومات فجأة وبدون اية مقدمات وشخصت حالته بهبوط حاد فى الدورة الدموية ، اظلمت الحياة فى بيته وصارت كلها بكاء ونواح مما جعله يغضب عليها ذات مرة ويقول لها لم يكن ابنك وانت لست امه ، افيقى فهو لم يكن ابنى ، نحن لاننجب !!
صرخت فى وجهه وقالت عشت معه اما وعايشنى ابنا بارا . ماذا يفعل اكثر مما فعل ليصبح ابنك وابنى …
وعادت كما كانت وحيدة المشاعرة متوحدة له وحده فقط الذى لم يكن يغفر لنفسه انه حرمها من ان تكون اما وعاش عمره معها يكذب عليها ويقول انها عاقر مع انه من كان عاقرا..