الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لم يخرج منها أحد حياً..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..لم يخرج منها أحد حياً..!!!

لم يكن حبى له عاديا فقد كان اول حب فى حياتى وربما آخر حب ، معه ادركت معنى الارتباط الروحى ومعه ايضا ايقنت ان الارواح جنود مجندة وأن روحى تعتنق روحه .
عشت معه عمراً اناجيه واناديه اقترب منه واتقرب إليه ، كنت اترهبن فى محرابه واتعبد فى صومعته ، لم أرد منه سوى الا يتركنى وحيدة فأنا رغم كل كثرة من معى وحولى الا أننى بدونه اشعر بالوحدة والفراغ .

لم يكن يبادلنى حبا بحب ولم يكن ايضا يهتم بى مثلما أهتم أنا به ، ولم يكن ينعم على مما أنعم الله عليه به ، كانت كل نعمه وعطاياه لكل الدنيا إلا أنا ، ومع ذلك تواصلت بحبه وفى حبه ، ظلت حياتى معه تسير على هذا النحو والرضا منى والتعود والاعتياد منه إلا أن تبدلت الاحوال تبدلاً قاسياً مربكاً واصبحت الدنيا غير الدنيا والاوضاع غير الاوضاع وسألته عن السبب فقال لى وبصوت لم اسمعه ولكنه استعاض عنه باشارات وتلميحات فهمت منها أن الدنيا هى السبب فيما حدث ، وسخرت من رده وقلت له وأنا كلى حزن نحن من نصنع اقدارنا وأنت ارتضيت بذلك وامعنت فى تنفيذه ..

وبنفس النهج فى الرد قال لى مامعناه أننى سأعيش وأموت طيبة وربما ساذجة ، وأشار لى إلى الباب المحكم الغلق بيننا وقال لى اهربى ، إجرى ، اخرجى من هذا البرزخ فلم ينجو احدا من هذه الدنيا وكل من خرج منها خرج ميتا ، لماذا تصرين على أن يكون مصيرك مثلهم مع أن لديكى مؤهلات كثيرة أن تواصلى الحياة وتعيشى حرة !!

كل ماعليك ان تفعليه ان تحررى نفسك من نفسك ، أن تنفضى عنها كل أنواع الحب وتحتفظى فقط بحب سرمدى هو الحب الالهى ، كل أنواع الحب تستنزفك ،تأخذ منكى ولاتعطيكى سوى الارق والسهر والسهد .
انجِ مما أنتِ فيه ،اتركينى وانقذى ماتبقى منكى ، أنا ..وهم وخداع ، أنا أخذت منكِ كل علامات الحياة التى اطالبك الان أن تخرجى منها وتعيشى ، لماذا تصرى على أن يكون مصيرك ككل العاديين وأنت لست كذلك ، كل من خرج منها خرج ميتاً وانتِ لستِ مثلهم ، اخرجى منها ، حطمى الابواب ، غيرى جلدك ،انزعى عنك عوامل هذه الدنيا الزائفة ، جردى نفسك من كل شوائب الحياة المريرة ، لاتلتفتى يميناً أو يساراً ، سيرى لحياة اخرى غير تلك الحياة البغيضة ، لاتزيدى حزنى على مافعلته معكى ، ولاتجعلينى أندم عليه ، فالندم يعنى أن اعيدك إلى نفس المربع المؤلم وأن تواصلى عطاءك واواصل أنا جحودى وايلامك والمك..

هل من الممكن أن تتركينى فى تلك الحياة وتنجو انتِ منها فأنا سأخرج كغيرى ميتاً وسيقولون عنى كما قالوا عمن سبقنى فى هذه التجربة وفى هذه الوضعية ، سيتذكروننى وقتا إن طال أو قل الا أنه وقت . سيتحدثون عن مساوئى كثيرا ويختتمونها باذكروا محاسن موتاكم .

وعندما يتحدثون عن محاسنى سيقولون انها لم تكن بقدر ما أملك وماملكت.سيتذكرنى الفقراء ومن اجزلت لهم العطاء لتخوفى من قسوة ذنوبى وتضرعا بأن تكون عطاياى لهم غسلا وغسيلا لذنوبى ومعصيتنى، سيتذكرونى ليس بالدرجة الاولى حباً فى ولارحمة لى ، ولكن لانهم فقدوا مصدرا خصبا للعطايا والمنح .

سأمضى بين شاكر ولاعن ، ولذا فأنا اذكرك واطالبك بالفرار من هذا البرزخ وأن تلوذى بالهروب وأن تخرجى منها على قيد الحياة فكل من خرج منها خرج ميتاً….

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *