يتساءل كثيرون عن سر تغير الموقف التركى ومداعبة الرئيس رجب اردوجان الشعب المصرى بقوله: ليس بيننا وبين الشعب المصرى الا كل الحب ، ويتساءلون اكثر عن توقيت هذا التغير الذى يؤكد بقوة ان الغد يحمل معه الكثير من التغيرات الايجابية فى اقوال وافعال كل من اظهروا العداء لمصر ..
وهاهنا نبدأ بتركيا لتكون اولهم ، ويرى المحللون السياسيون وانا معهم ان التغير الواقع حاليا على صعيد العلاقات المصرية التركية لم يحدث بالصدفة ولا بحكم الزمن ولكنه نتاج جهد كبير عملت عليه الدبلوماسبة المصرية وكافة الاجهزة الاستخباراتية على مدار اعوام بهدوء وصمت رغم الصخب التركى والتصريحات الاردوجانية المستهلكة وتجنيده لقنوات الاخوان للخوض فى الشأن الداخلى المصرى بلا رقيب ولا حسيب وايضا بفرحه وسعادته هو ومن يدعمونه لما يقال عن مصر وهو محض افتراء وكذب..
.فقد ظلت الدبلوماسية المصرية تعمل في هدوء وصمت طوال السنوات السابقة ويعمل معها جنبا الى جنب جهازها المخابراتى المصنف عالميا بالافضل والاذكى والاكثر تصويبا وسرعة فى وصوله الى هدفه
..ونتاج تلك الجهود وتتويجا لها جاء عبور الجيش المصري البحر الاسود واجراء مناوراته ليتبع ذلك اقصاء تركيا من عضوية منتدي الغاز وهذه الخطوة كانت بمثابة ضربة قاضية لمحاولات تركيا التغلغل فى المتوسط وسلب خيراته والوصول الى ليبيا وتهليبها، لترد القاهرة وبسرعة بتحديد الخط الاستراتيجي سرت الجفرا -في ليبيا واعلان القاهرة نيقوسيا لارناكا الحدود البحرية مع قبرص واليونان .
وامام هذه اليقظة المصرية لم يكن امام تركيا غير الاذعان والتأكد ان معاداة مصر كلفها وسيكلفها الكثير فما كان على رئيسها سوى ان يعيد ترتيب اوراقه التى اكدت له كلها ان مصر ليست بالدولة الهينة التى تسمح لايا كان بالعبث بمكوناتها بل وبمجرد التفكير بالاستهتار بها فعين مصر لاتغفل وعقلها يقظ يقدر كل خطوة بكافة ابعادها السياسية والاستراتيجية..
..وعليه فهذه المرحلة اعطت القيادة السياسية المصرية قوة فرض ارادتها واملاء شروطها اذا ماارادت انقرة عودة علاقاتها مع القاهرة وتصفير مشكلاتها مع مصر.ويحضرنى هنا ماقاله الرئيس السيسى تعليقا على من يسيئون الى مصر من خلال الاعلام الموجه ..
فقد قال بكل ثقة : كله هيتحاسب مفيش حاجه هتمر كده بس فى وقتها.
فهل جاء الوقت الذى عملت من اجله دبلوماسية ناجحة وقيادة واعية تضع نصب اعينها مصر لتصبح اضافة الى كونها ام الدنيا اد الدنيا!!!!