الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..كان كلباً..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..كان كلباً..!!

صديقتى كانت فرنسية الجنسية مصرية النشأة عرفتها منذ الصغر فقد كانت تعيش فى فيلا متاخمة لمدرستى المسماة بسراى القبة الاعدادية. كل يوم اراها فى حديقة الفيلا تبتسم لى وانا ايضا ابادلها الابتسامات .. ويوم وراء يوم توطدت نظراتنا وتحدثنا من وراء الاسوار لنخرج بعدها الى انتظار كل منا الاخر وتبادل الاحاديث والطعام ، كانت زهوة وكان هذا اسمها ابنة سفيرنا الذى وقع فى حب امها مارسيل الاديبة ويترك منصبه من اجلها ويعود بها الى مصر ويعيشا معا اكثر من ثلاثين عاما لم ينجبا سوى هذه الزهوة كما سمتها امها عندما سألته عن اسم يحمل معنى فرحتها بأن تنجب منه وترى ثمرة حبها كائنة امام عينيها ؛ فيقول لها قمة الفرح والافتخار تسمى بكلمة زهوة؛ فتقول له هى اذن زهوة وانا بك وبها ازداد فرحا وزهوا . مارسيل كانت تعشق زوجها وهو ايضا لمرحلة طويلة لم تستمر لوقوعه فى هوى فتاة تصغره بعشرات السنين استطاعت ان تسلبه عقله وتجعله ينسى مارسيل ويسىء اليها ويترك بيته وابنته ويعيش وفق هوى هذه الفتاة التى تمتصه امتصاصا وهو يظن كل الظن انها تحيه . مارسيل على قدر صدمتها الا انها تماسكت من اجل ابنتها ولانها لم تستطع ان تكره زوجها ورفضت ان تقاضيه وتسجنه وفقا لقانون بلدها وايضا لانها كانت على يقين ان وضعه الاجتماعى مفيد لبنتها وان اذيته ستحزنها وتوجع قلبها عليه .مارسيل كانت تشكو همها ومافعله زوجها بها لكلبه عنتر الذى تركه معهم ولم يسأل عنه مثلما فعل مع زوجته وابنته. عنتر كان يبحث عن صاحبه فى كل مكان وينادى عليه بنباح اشبه بالمناجاة وكان يجرى الى مارسيل ويرتمى تحت اقدامها وكأنه يطلب منها ان تأخذه اليه ، مارسيل كانت تقابل مايفعله عنتر بوابل من القبلات والاحضان وتقول له بصوت يسمعه كل من الفيلا من خدم وحشم بأنها لاتملك من الامر حيلة وانها لايد لها فيما حدث فالقلوب تغيرت وصاحبك ذهب وراء قلبه بنبضاته الجديدة. وكان عنتر ينظر اليه رافضا ماتقوله معلنا رفضه بمزيد من النباح . كل يوم يمضى وعنتر على حاله ومارسيل تقص عليه كل ماتعرفه عن زوجها وعن ابتعاده عنها وتشعر كلما حكت له بأنها تستعيد اقبالها على الحياة وبأن عنتر يخفف عنها مآساتها وحزنها وكانت تشعر بأنها تلوم على زوجها الممثل فى شخص عنتر ؛ فقد كانت تشعر بأن عنتر يحمل الكثير من صفات زوجها المأسوف على حاله فهو عنيد مثله يرفض ان يصدقها فى كل ماتقصه عن سيده وعن حياته الجديدة وعن الفناة التى يعيش معها والتى حولته لمسخ وجعلته يتهاوى من مكانته الراقية الى لعبة فى يد فتاة مارقة ماجنة ، هى تحكى لعنتر وهو يصر على الرفض ومواصلة النباح والحزن على عدم وجود صديقه ويمرض عنتر ويكتئب وينزوى امام حجرة سيده ظنا منه انه مازال بها ويرفض ان يخرج منها ولايريد ان يراه ، عبثا حاولت مارسيل ان تقنع عنتر ان زوجها غير موجود وبانه رحل بلا عودة ولكن عنتر يصر على التربع امام الحجرة مصدرا صوتا هافتا يستجدى به صاحبه ان يخرج ويعوضه عن ايام وشهور فقده له . تفزع مارسيل لاعتزال عنتر الحياة وتحضر له الاطباء فيقولون انه مصاب باكتئاب قد ينهى حياته ولابد من معرفة السبب . هى فقط من تعرف سبب حزنه واعتزاله وهى فقط من تحب الاثنان السبب والمسبب ولابد ان تنقذ احدهما لتواصل الحياة فتقرر ان تذهب بعنتر الى حيث يعيش زوجها وتتحمل قسوة المشهد وان تقابل من رماها رميا وانكر وجودها بعد كل ماكان بينهما وتطرق الباب مرارا وتكرارا وفى نهاية المطاف يفتح الباب ويخرج منه عجوز مهمل ملامحه مبعثرة كملابسه وقبل ان تنطق يجرى عنتر اليه ويحتضنه ويلعق وجهه وكل جزء يصل اليه ويتحول الى كتلة نشاط عكس ماكان اليه منذ اشهر ، تترك عنتر مع زوجها وتنزل درجات السلم ودموعها تغرق وجهها والبالطو الذى كانت ترتديه فهى لم تكن تتخيل خسارتها فى الاثنين اللذان تركاها بلا اى ذنب تفعله مع ايا منهما …

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *