عندما عادت جينا الى وطنها ايطاليا عادت تحمل قلبا منكسرا وخيبة امل لاتنفع معها عبارات الندم ولا كلمات الامل . ..
جينا كانت نصف مصرية ابوها كان ايطاليا وامها مصرية وكانت جينا ثمرة حب ابيها لامها وحربه العالم كله من اجل ان يفوز بها ويتنازل عن الكثير والكثير من المال والمناصب ، وبعد عام من الزواج جاءت جينا فملأت الدنيا كلها سعادة وافراح …
فى جو اسرى مبهج ترعرعت جينا وكبرت وصارت فتاة يتهافت الكل عليها ويتقرب ويقترب منها كل من يراها من الجنس الاخر طامعين فى ودها وحبها ، جينا كانت سعيدة باحساسها بأنها فتاة جميلة محبوبة ولكن هذا الاحساس كانت دوما تحاول السيطرة عليه حتى لايعرقل خطاها نحو اتمام تعليمها والتحاقها بالوظيفة …
أكم من خاطبين طرقوا باب ابيها وامها كى تكون ابنتهما من نصيبهم ولكن الجواب كان بالرفض لاسباب ملفقة لان جينا وقعت فى الحب وهامت بشاب تعرفت عليه فى احدى الحفلات وبين يوم وليلة اختطفها من عالمها وجعلها اسيرة فى عالمه ودنياه واصبحت تدور فى فلكه ونسيت او تناست ان تعرف كل شىء عنه واكتفت بسماع نبضات قلبها ومشاعرها التى لاتريد من الدنيا الا هو .
عامان من الحب انهاهما ابيها بجمع معلومات عن هذا الحبيب الغامض عرفت فيه جينا ان كل ماقاله وذكره عن نفسه كذبا فى كذب وغشا فى غش بل والادهى والامر ان هذا المدعى حبا لم يكن سوى نصابا ينسج خيوطه على الفتيات حتى يقعن فى بحر حبه فيتاجر فيهن كيفما شاء .
على قدر حزنها وصدمتها على قدر حمدها لله وشكرها لابيها لانهما كشفا لها المستور من مخطط هذا النصاب .
بعد ان بلغ بها الحزن مبلغه والالم مبغاه قرر ابيها ان ينهوا اعمالهم فى مصر ويعود الى بلده ايطاليا والعيش فيها حتى الممات وقد كان
فور عودتها التحقت بعمل فى واحد ممن يسموهم شلاتر ايواء الحيوانات لان طبيبها النفسى الذى ذهبت اليه للعلاج من صدمتها فى حبيبها المصرى نصحها بأن تقضى اطول فترة ممكنة مع حيوان اليف وحبذا لو كان كلبا ولذا فقد اختارت ان تتطوع للعمل فى هذه الشلاتر .
على مدى اربعة اشهر بين الجلسات النفسية والعمل فى ايواء الحيوانات تحسنت حالة جينا واصبحت سعيدة بمجالسة الحيوانات وتلبية مطالبهم من اطعام وشراب وتمشية معهم بكل سعادة وحب .
فى يوم من الايام جاء الى الشيلتر رجل فى اواخر الثلاثينات ومطلع الاربعينيات يطلب رعاية كلب فى بيته لانه صار وحيدا بعد وفاة زوجته وابنته فى حادث سير ؛ انهت جينا كافة الاجراءات وحصل على كلب ضخم جميل اسمه ليوناردو .
كان الرجل سعيدا بالكلب ويستمع بجدية الى قائمة الارشادات التى تلقيها عليه جينا . …
مضى اسبوع لم يتصل فيهم صاحب ليو وبعده بثلاثة ايام جاء الكلب وصاحبه .
وقال الرجل وهو حزين : لاادرى ماذا اقول لكى ، الكلب ملأ حياتى حبا وحول بيتى من الصمت الى الحياة بكل مافيها من صخب وحركة وحب ووفاء مبالغ فيه ؛ قاطعته جينا متساءلة عن ماخفى من سبب مجيئه الى الشيلتر وبصحبته الكلب ؟
وزادت من استفساراتها قائلة هل تريد اعادته الينا مرة اخرى ؟
وقبل ان تقول له جينا ان الامر ليس محرجا للقائمين على العمل
فقلق للكلب لان تعوده على صاحب يجعله متعلق به وعندما يعيده الى الشيلتر تستاء نفسيته ويحزن .
لم تكد تنهى كلماتها الا وبادرها الرجل متساءلا وهو يقص عليها حكاية اسبوع مع هذا الكلب الذى جعله فى حيرة من امره ، التفت اليها وملامحه جذية واقترب منها كثيرا وكانه يريد الا يسمع الكلب حوارهما فقال : اعددت للكلب مكانا للنوم وعزلت هذا المكان بحاجز زجاجى يمكننى من رؤيته وانا على سريرى وكلما صحوت من نومى ليلا اجد ليو مستيقظا واقفا على قدميه ناظرا الى بقلق وخوف .
ولما تكرر فعل ليو قلت ربما اذا ارهقته لعبا وجريا سحل عليه مجهدا فيغط فى نوم عميق ؛ ولكن لم يتحقق ماأصبو اليه ولم ينم طوال الليل ولم تبعد عينه عن النظر لى ومراقبتى ؛ وانا الان اود منكم ان تدلونى على طرق المعرفة لحال كلبى الغريبة ، بكت جينا وقصت عليه حكاية هذا الكلب وقالت : صاحبه اراد التخلص منه لظروف عائلية جعلته يختار بين بقاءه واستمرار حياته الزوجية وكلما يحاول ان يتخلص منه يتمسك به الكلب فيعود به وتندلع المشاكل من جديد وتصر الزوجة على مطلبها وبان وجوده فى البيت يعنى فى المقابل خروجها من هذا البيت ، واختار الزوج بيته وضحى بكلبه وقام بتخديره وأتى به الى هنا وعندما أفاق الكلب بحث عن صاحبه وحزن واكتأب وعندما جئت لتأخذه سعد الكل لفرحتنا بعودته الى بيت وصاحب ولكن يبدو ان ليو يخاف ان يفعل به ماسبق ويفقد صاحبه مرة اخرى فأصر على ان يكون يقظا ليراقبك حتى لاتستيقظ وتتخلص منه فيعود من حيث أتى بلا صاحب ولا أنيس ، وقبل ان تنهى حكايتها ضحكت وقالت ليت من احببت كان بوفاء الكلب ….