فى حى المعادى القديم عاشت مع ابويها اب مصرى وهب حياته للدفاع عن الوطن فقضى عمره فى الجيش متنقلا من رتبة الى اخرى حتى وصل الى اعلاهم وبمقتضاهم تنقل من بلد لاخر فى دورات تدريبية وكورسات تعليمية جعلت منه اسم علم فى اى مكان يذهب اليه .
وفى واحدة من دوراته التدريبية التقى بها مادلين وهام بها حبا وهى ايضا وتزوجها وبلغت سعادتها عنان السماء لدرجة انها انتهجت نهجا مصريا وقامت بتوزيع الفتة المصرية فى بلدها المملكة المتحدة وبلد زوجها مصر ..
طبيعة عملها لم تكن تجعلها تستقر فى بلد لفترة طويلة فآثرت الاكتفاء باعمال ادارية فى السفارة البريطانية فى مصر حتى تظل بجوار زوجها الذى يمنعه عمله من التنقل مع زوجته ..
عاشا سنين سعيدة انجبا فيها ابنتهم الوحيدة كارولينا بطلة قصتنا هذه ، التى كانت مزيجا من الجمال الانجليزى والاصالة المصرية فصارت نتاجا يلفت الانظار ويبهر العقول ، سنين دراستها تفوقت فيهم وانتهت من دراستها الجامعية بامتياز مما رشحها للعمل فى سلك التدريس الجامعى ولكنها رفضت ذلك ورفضت ايضا رغبة امها فى الالتحاق بالسلك الدبلوماسى لخوفها من تكرار تجربة امها .
كارولينا كانت تهوى الحرية فى كل مناحى حياتها ولذا فقد سعت للعمل فى نادى وادى دجلة كمدرسة سباحة وسبا ومساج واستطاعت فى وقت قليل ان تحظى بحب كل من يتعامل معها واسهمت باعلاء ماديات النادى بصورة جعلت من ادارة النادى تلبى لها كل مطالبها حتى تضمن بقاءها اطول فترة ممكنة ان لم يكن الى الابد ..
مضت كارولينا فى طريقها وسط حب ابويها وكل من يعرفها والتقت به مدرب جيم ووقعت فى حبه رافضة الاستماع الى نصائح ابيها وكلام امها ، رامية وراء ظهرها كافة الفوارق الاجتماعية متحدية عالمها كله الرافض لهذه الزيجة غير المتكافئة ..
عام مضى وراءه اخر وكارولينا تعمل كالثور فى الساقية وتعطى كل ماتتقاضاه لزوجها عن طيب خاطر راضية مرضية ولاتدرى مايفعله بأموالها وفى يوم جاءها وهو سعيد قائلا لها بأنه اشترى صالة جيم وسيكون مالكها ومديرها ويطلب منها مزيدا من الدعم المالى والاعلامى لجذب كل من تعرفهم للذهاب الى صالة الجيم ؛ ولاتخيب له ظنا وتغدق عليه من اموالها ووقتها واصدقاءها وصفوة مجتمع المعادى الراقيين..
عشر سنوات مضوا اثمروا بنتين وولد كانوا فاكهة حياة كارولينا وقبلة عمرها .
فى عامهم الحادى عشر من الزواج والذى استهله الزوج بتغييرات وتبديلات لم تعى كارولين سببها ولكنها تركت مرارة فى حلق مشوارها العاطفى و الزواجى ، ووسط هذه الاجواء اخبرها الزوج ان احدى الزبائن او العميلات فى الجيم لديها مشاكل كبيرة بعد طلاقها وغضب اهلها منها وعدم قدرتها المادية على تأجير مسكن ، وانه عرض عليها ان تقيم معهم حتى تتمكن من عبور هذه الازمة ، لم يكن فى استطاعة كارولينا الرفض لانه قد اتخذ القرار وفقط يعرض الموقف عليها من باب العلم بالشىء ليس الا ، وايضا لانها عودته على السمع والطاعة ولانها تحبه لاتريد ان تزعجه بأى رفض لاوامره..
بمجىء سارة ازداد تغير وتبدل زوجها الى ان علمت وتاكدت بخيانته لها وحبه لساره وانه اتى بها حتى ينتهى من تجهيز الفيلا التى اشترتها كارولينا بأموالها لينتقلوا اليها كلهم ..
صدمتها كانت اكبر من ان تنتظره ليخبرها بأنه لن يكمل معها وبأن جولتها معه انتهت وهو على ابواب جولة اخرى وحياة اخرى ، ولكنه لم يعطها فرصة لملمة جراحها ومشاعرها وربما ماتبقى من ممتلكاتها لتجد شقتها على البلاط كما يقولون والفيلا مسجلة باسمه وسمعت همهمات بأنه يستعد لحفل زفاف فى افخم الاوتيلات طعنة اخرى وجهها اليها ولكنها كانت اقوى من الاستسلام فذهبت الى سفارتها لكونها مواطنة انجليزية وطلبت تإشيرة سفر لبلدها بصحبة اسرتها ولان زوجها كانت له خططه التى يسعى لارضاءها حتى ينفذ مخططه فلم يرفض السفر واوضح لها سعادته بقضاء ايام قصيرة معها ومع اولاده ..
وفور وصولهم الى مطار هيثرو اخبرته بكل ماتعرفه وعن علاقته بسارة ؛ فى بادىء الامر انكر وتنصل ، ولكنه اقر واكد انه سيتزوجها ولايمانع فى بقاءها على ذمته من اجل ابناءه ، مسحت دموعها وذكرته بكل مافعلته من اجله وسألته وهى تصرخ هذه مكافأتك لى ؟
رد ببرود : حلالى وشرع ربنا ، ردت شرع ربنا تاخد فيللتى وتتجوز فيها وتاخد عفشى وتسيب بيتنا انا وعيالى فاضى ، اى شرع ده !!! بهدوء مبالغ فيه قال لها ده اخرك معايا ، عاجبك او مش عاجبك مش فارق معايا ..
فى اليوم التالى لهذا الحوار الصادم تم استدعائه الى سفارة بلدها ليوقع على قضية طلاق بقانون المملكة المتحدة …