الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. في انتظار الموت..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. في انتظار الموت..!!

قرأت اسمه فى صفحة الوفيات ولم تصدق عينيها وبكت وصرخت وهى ترى صورته مزيلة بنعيه ومكان العزاء وساعته وتاريخه.

لم تعرف كيف مضت ساعات تشييع جثمانه وسط كثيرين من اهله واحبابه وموظفيه وهى وسطهم لا احد منهم يعرفها ولكنها اصرت على تشييعه وطى صفحة من اغلى صفحات حياتها.

فى المساء ذهبت للعزاء وارتدت اجمل مالديها وكأنها ذاهبة للقاءه حيا، جلست وسط الحضور وهى تتحاشى ان تلتقى عينيها بعين زوجته او ابناءه وعندما همت بالانصراف نادت عليها زوجته وسألتها : حضرتك قريبة عبد المنعم الله يرحمه ؟

فأجابت بسرعة ملفتة : ابدا احنا كنا زمايل من ايام الجامعة ولما عرفت خبر وفاته قلت لازم اجى اعزى ..

قالتلها زوجته وهى مندهشة : غريبة ان محدش من زمايلى البنات جه الا انتى ، تقريبا التانيين مرتبطين ؛ فى لمحة منها لكى تعرف مايسة وضعها الاجتماعى الا انها تجاهلت هذه الفقرة من حديثها وهمت بالانصراف الا ان زوجة المرحوم سألتها اسمك ايه : فردت وقالت مايسة عبد البارى .

هنالك تغيرت ملامح الزوجة وقالت بعصبية مفرطة : غريبه اوى ده المرحوم كان فى اخر ايامه وهو فى الغيبوبه كل مايفوق ميقولش غير اسم مايسه ، تكونيش انتى ..

لم ترد عليها مايسة وخرجت تبكى وتنتقض وتتذكره وكم تغيرت حياتها بعد لقاءه فقد كانت مدمرة من تجربة زواج ذاقت فيها المر مع زوج مريض نفسيا رغما عن كونه قاضيا فقد كان يعاملها وكأنها مذنبة وكل يوم يتفنن فى طريقة تعذيب واستجواب وتتحول طريقته حينما يريدها امرأة للفراش فيصبح رومانسيا حالما ، ويتركها فى تضارب معنوى ، وفى يوم بعد ثلاثة اعوام من العذاب تقصد من الزواج وبعد انجاب ابنين ولد وبنت ، واثناء وصلة التعذيب سالته وهى تبكى عن سبب هذه المعاملة المضطربة فقال لها وهو مكابرا معتزا بمكانه ومكانته وراغما اياها على تقبيل قدميه : كل الستات مذنبات مجرمات زانيات ..

فصدمت وارتعدت وقالت له : انت مجنون طب وامك واختك وبنتك ؟ ولم تكمل فاذا به يقف بعنف ويصفعها صفعات متتالية افقدتها الوعى والرغبة فى الحياة معه ، واصرت بعدها على الطلاق بلا رجعة وحاول معها بكل الطرق ان يعيدها ولكنها اصرت واخذت ابنيها وطلبت الخلع منه وعندما خاف على مكانته كقاض طلقها وهو يتوعدها بأن حياتها القادمة ستصبح جحيما ان تزوجت غيره ، ونظرت اليه وهى تضحك وتقول له : انا عمرى مهتجوز لانك بصراحة كرهتنى فى الصنف كله وجرت نحو موبايلها واسمعته اغنية انغام امضيلك تعهد وتؤكد له انها على استعداد لتنفذ كل حرف فى هذه الاغنية .

مضت بها الدنيا وهى تعمل كصحفية والكل يشيد بها ويخاف من الاقتراب منها لانها اشاعت ان الجن يلازمها وان احدهم حذرها من اقتراب ايا من البشر منها فسيحرقونه حرقا ، وكم كانت تضحك عندما ترى الخوف المبالغ فيه منها فى اعين كثيرين كانوا اما يراودونها عن نفسها واما يعرضون عليها زواجا عرفيا .

خمس سنوات مضت الا ان التقت به مصادفة لتتغير حياتها وتقع فى حبه وهو ايضا ويتفقا على الزواج العرفى حتى لايعرف زوجها فيأخذ منها ابنيها ، كل الظروف كانت مواتية لهذه الزيجة فهو يعيش فى الخارج ويأتى بلده مصر شهرين كل سنة يوزعهم بينها وبين زوجته واولاده واسرته ، وبعدهما يعود الى المانيا مع زوجته واولاده .

شرطه الوحيد الا يعلم ايا من افراد اسرته بهذه الزيجة وايضا تظل هذه الزيجة فى عالم السرية التامة حتى بعد موته وعندما طلب منها ذلك امسك بيديها ووضعهما على المصحف حتى لاتعود فى قسمها ، وعندما سألته بعد قولها بعيد الشر عنك من الموت ربنا يطول عمرك ، سألته ليه بعد موتك لاقدر الله محدش يعرف ؟
لم يجبها ولكنه ترجاها ان تحافظ على عهدها معه ، وها هو مات وهاهى تعود الى بيتها تحتضن ذكرياتها وتتظر الى السماء وتسأل الله لماذا ياربى !!!

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *