سمعت هذه الجملة عندما كانت فى السنة الثانية من الجامعة ، قال لها ابوها متزعليش منى يابنتى انى سيبت امك ، صدقينى انا كنت بدور على فتحه اشم منها الهوا ..
لم تسامحه حينها لانها رأت انه هدم كيان اسرتها وكسر قلب امها التى كانت تتفانى فى اسعاده ، كانت دوما تجد امها مثالية فى كل شىء فمنذ صغرها وهى تراها محتضنة هذه الاسرة المكونة من خمسة افراد اربعة اولاد وهى دلوعة هذه الاسرة التى يشغل ابوها منصبا مرموقا تحقق بعد مثابرة وعمل متواصل ودعم من امها التى حملت على عاتقها البيت وجعلت من نفسها اما وابا ومديرة اعمال وحاضنة وكل شىء ان كان من اجل اسرتها والحفاظ عليها ، ضحت بعملها وتوالت فى تقديم الاجازات كى تكون مع اولادها ولاتتركهم لقريب اوغريب ، كل افراد اسرتها نالوا اعلى الدرجات العلمية وتخرجوا وعملوا وتزوجوا وظلت هى مع امها وابيها تكمل مسيرتها التعليمية وتحصد ثمار المحبة من والديها ، الى ان جاء يوم وسمعت ثرثرة من الجيران ومن مكتب ابيها عن وجود علاقة بين ابيها واحدى الفتيات ، خافت على امها من ان تصل اليها هذه الاشاعات كما وصفتها هى حينها لاستحالة تصديقها ان اباها من الممكن ان يفكر مجرد تفكير فى غير امها تلك السيدة التى كانت له ومن اجله واجل ابناءه طيلة عمرها، كل يوم الكلام يزيد والهمهمة تعلو وتتحول الى تنبيط وتلقيح ، وهى ترفض وتصفها بأنها حقد على اسرتها الجميلة الناجحة..
ابوها الشخصية المهيبة المرموقة اخوتها البارزون فى عملهم ويشغلون مناصب عالية فى اجهزة الدولة الامنية وهى فى كلية الطب متميزة وتحصل على الامتياز وعلى مسافة قصيرة من ارتباطها بمعيد فى كليتها يكبرها باعوام قليلة ، ولكن لم تنفع طريقتها فى رفض وعدم الاهتمام بها ، وصفتها بالثرثرة الكذابة فقد علمت امها وبكت وحزنت ولكنها لم تواجه ابيها فقط جمعت اولادها وحدثتهم بما عرفته وطلبت منهم ان يعرفوا الحقيقة ويقفوا مع ابيهم فاذا كانت هذه البنت التى يدور حولها الكلام لاتلعب بابيهم وتجره الى الهلاك فساعدوه بان يتزوجها ويقطع الالسنة وان كانت غير ذلك فساعدوه يعرف حقيقتها وينجو منها ، استغربت موقف امها جدا ووصفته بالضعف والاستكانة وبان امها تتصرف بطريقة مهينة لاتتناسب ابدا مع رصيدها الطويل من الدعم والتحمل ، وواجهت امها بذلك ولكن امها بكت وقالت لها : السن يابنتى فى صالحى ، انا كبرت والرجالة غير الستات مبيحسوش بالسن بالعكس دول لما يكبروا بيبقوا عاوزين حد يفهمهم انهم لسه صغيرين ، يعنى انا كفتى مش راجحة معاه ..
لم تستطع حينها ان ترد على امها تقنعها بوجهة نظرها لان حالة امها تدهورت وساءت و لاقت ربها وتركت البيت خاويا وجاء يوم المواجهة بينها وبين ابيها الذى حاول ان يبرر مافعله وبانه لم يكن ينوى ان يبعد عن امها ولاحتى يتزوج عليها فقط جنونه وتذكر انه لم يعش مرحلة المراهقة ولا الشباب فقد كان يعيش فى اسرة كادحة لاتسمح باى شيء الا العمل وظل يعمل والتقى بامها ووجدها فيها مواصفات الزوجةالطيبة واما لاولاده المستقبليين و عاش معها عمره على نفس الطريق من العمل والجد وفجأة شعر بأنه يريد ان يشعر بشبابه المفقود وبكل مايفعله المراهقون من مواعدة فتيات وسماع اغانى رومانسية وكانت هى تلك الموظفة الجديدة التى تعاملت معه بطريقته واشعرته بانه شاب يوازيها فى العمر ولعجب الاقدار اكتشف انها جارته فازداد الارتباط والتعلق ليشم من خلالها انفاسه وتكون له بمثابة فتحة تهوية من الحياة ومن ضغوطها وايضا فتحة يصل بها الى سنين شبابه الاولى التى لم يعشها.وبعد سنوات من اعتراف ابيها الذى لم تسامحه ابدا رغم تصديقها له واقتناعها به لان مافعله حرمها من امها وزلزل كيانها وجعلها دوما خائفة منتظرة لحظة ان يصبح زوجها فى نفس وضعية ابيها ويتزلزل كيان ابناءها كما هى عندما علمت بما فعله ابوها وبنهاية حياة امها وهاهى الان تبحث عن فتحة تهوية تستنشق منها اكسيرا للحياة يعيدها لمرحلة ماقبل السنة الثانية من دراستها الجامعية ويمحى مااعقب ذلك كلية ..