كانت فى صغرها تسمع أباها يقول كلمات معسولة لكل من يأتي إلى دكانه ليشترى منه .
واعتادت أذنها سماع هذه العبارات ، وتربت عليها لدرجة انها اصبحت مثل ابيها معسولة اللسان …
لم تكمل تعليمها واحبت عمل ابيها؛ ووقفت معه فى الدكان…
والتصقت بأبيها وتعلمت منه التجارة والاهم معاملة الناس ؛ وكيفية كسب ودهم ؛ وبيع البضاعة مهما كانت جودتها ؛ او فسادها بطريقة الكلام المعسول…
كبرت الابنة المدللة عند ابيها ، وشربت الصنعة، واصبحت تاجرة كبيرة رغم صغر سنها ، مات ابوها وهو سعيد بانها ستكمل مسيرته ؛ واوصاها بالدكان ، وباسمه وبان تحافظ عليه للابد .
وصية ابيها كانت مكروهة من اخوتها الكثيرين ؛ لان هذه الوظيفة والدكان شىء مشين لهم ؛ فهم يشغلون مناصب ، وأماكن حساسة جعلتهم يتنكروا لابيهم ؛ وهو على قيد الحياة، والان فهم يحاولون اقناع اختهم بان تغلق المحل ، وسيتكفلون بكل ماتطلبه وتريده لتعيش عيشة تتوافق مع وضعهم الاجتماعي.
ترفض الاخت بشدة وتطلب منهم مواصلة مافعلوه مع ابيها من قطيعة معها لانها لن تتراجع عن تنفيذ وصية ابيها ؛ ولن تغلق دكانه طوال عمرها .
يلجأ أخوتها لحيلة أخرى من اجل الوصول الى هدفهم .
فى يوم من الايام تستيقظ المنطقة كلها على صوت افراح وليالى ملاح فقد خطبت الفتاة الى شاب وسيم..
ابوه تاجر كبير ممن يطلقون عليهم الان رجل اعمال ، الشاب يقال انه وقع فى غرام الفتاة ، وخطبها ، وهى ايضا احبته حبا جما .
شهور قليلة وزُفت الفتاة الى عريسها بحضور كل الاهل والاحباب .
والان المحل مغلق ؛ وهى لاتدرى كيف فعلت ذلك ؛ ولكنها تترحم على أبيها وتغفل ان خطة اخوتها نجحت .