الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب…على قيد الحياة..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب…على قيد الحياة..!!

لم تكن تدرك انها ستعود الى بلدها بعد كل هذا العمر الذى قضته فى الغربة والاغتراب ؛كانت تخطط للبقاء فى غربتها والموت فيها فهى وحيدة لايوجد من تعود من اجله فى بلد تركتها منذ ربع قرن حاملة معها امال وتحديات تاركة وراءها اسرة طحنها الفقر طحنا ولكنهم لايريدون التغيير هكذا قالت لهم عندما حزمت امتعتها لتغادر بلا رجعة الى بلاد تحترم عقلها وتقدر علمها وتتعامل معها على كونها انسان وليس انثى كما ينظرون اليها فى بلدها ولا يروا فيها الا جسد يأكله الرجال بعيونهم التى لاتعرف من فائدتها سوى التحرش البصرى. تتذكر وهى تتنقل فى بيت اسرتها الباقى كما هو لم يتغير فيه شىء سوى طعم الخراب والخواء المنتشر فى كل ارجاءه تتذكر بكاء امها وتعلق اخويها بها من اجل البقاء وتتوقف كثيرا عند نظرة ابيها وابتسامته المبهمة وكأنه يراهن على فشلها تتذكر كل ذلك وهى عائدة الى بيت ابيها بعد ان ارسل اليها جيرانها برقيات بأن اسرتها كلها التهمتها النيران التى اوقدوها من اجل التدفئة وناموا ولم تنم النيران بل استيقظت واستقوت عليهم ولم تتركهم الا متفحمين لدرجة ان الطب الشرعى امر بتجميع البقايا منهم ودفنهم مع بعضهم البعض .جاءت ولاتدرى لماذا جاءت فهم رحلوا وتركوها وحيدة فهى لم تتزوج عاشت من اجل التحدى فقط تحدى نظرة ابيها ،تحدى بلد بأكمله عاشت فيه حتى نالت اعلى الدرجات العلمية وفى فرع مميز فى علوم الذرة تفوقت فيه ولكنها لم تجد نفسها فى هذا البلد ولاوسط ابناءه ولاحتى مع اهلها فقد كانت رافضة لكل شىء متطلعة لعالم اخر فيه انسانيتها وقوتها ومقدرتها على التميز والابهار .

ذهبت الى تلك البلاد التى كل شىء فيها بحساب وبداخلها كل القوى التى تمكنها من ان تثبت ماسعت له ونهبها الزمن نهبا وتدرجت بها المناصب والوظائف واصبحت كما ارادت وكما تمنت ولكن هناك شىء بداخلها يقول لها توقفى عن التحدى عيشي وحبي وتزوجي وانجبي ولكنها لاتسمع ولاتنصت لهذا الشىء وتواصل السعي وكلما تدرجت فى المناصب وعلا نجمها اول شىء تفعله ان ترسل لابيها صورها ومنصبها الجديد وثناء الكل عليها وانبهار المجتمع الجديد بها، هذا ماكانت تفعله ولم يرد عليها ابيها ولا احد من اخوتها ومع ذلك تواصل هى فى انتهاج نفس اسلوبها كلما ترقت واصبحت محط انظار هذا العالم المبهر كما كانت تراه . لم تع ان سبب عدم رد ابيها عليها كان لجهله واميته واخوتها وامها كانوا اكثر من ابيها جهلا وفقرا ولكن الكل كان يملك قلبا ينبض ويعيش ومفعم بالحياة بينما هى كانت تملك فقط رغبة فى التحدى لم تدع لها وقتا لتحب اهلها وتعطيهم مما نالته فقد تاهت لارضاء رغبة التحدى وعادت وكل مالديها انها لازالت على قيد الحياة…

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *