بخطوات ثابتة وعين ثاقبة نظرت اليه وتوجهت نحوه وهى تعيد على نفسها ماستقوله له فهى تريد ان تعتذر له عن اشياء كثيرة لعل اهمها ضياع عمرها كله فى عدم المواجهة واخباره بسرها الدفين الذى احتفظت به عمرا طويلا خوفا من القيل والقال ….
عرفته منذ اكثر من ربع قرن كامل ، عملت معه سنوات طويلة ….
اهتمت به ورتبتله اوراقه واشترت له ملابسه ، وقامت بتحضير حقائبه عندما كان يسافر فى رحلات العمل المتواصلة والتى كانت تنتظر عودته منها على احر من الجمر ،عاشت معه كل لحظات ضعفه ، وكل اوقات انتصاراته ، فرحت لفرحه وحزنت لحزنه ، حتى عندما اخبرها بموعد زواجه ضحكت وقلبها يدمي ، وحضرت يوم زفافه وهى لاتصدق ان حلمها فى الاقتران به تلاشى ،تبخر واختفى ، بعد انفصاله عن زوجته استبعدت ان يكون لها من جديد فهو حزين على الفراق يعيش فى ذكريات زوجته التى لم ترد استكمال الحياة معه لان صفاته لاتلتقى معها واستكمال الحياة بينهما مستحيل ، عبثا حاول ان يتغير من اجلها ولكن هذه الزوجة كانت عنيدة رافضة الصبر وقبول محاولات تغييره وتغيره، لم تنكر انها حاولت ان تجذبه اليها ولكنها فشلت فكان دوما يتجاهل محاولاتها ويحكي لها عن طليقته وحبه لها وحلمه بأن تعود له …
رأت دموعه تنهمر عندما اخبرها ان طليقته تزوجت وزوجها صديق عمره ، وشكه بأن يكون هذا الصديق كان على علاقة بها وبأنه من دمر بيته لينعم هو بها ويحرمه منها ….
تتذكر عندما بكت امامه لتثنيه عن عزمه بقتل هذا الصديق ، وتخبره بأن عليه ان ينسى هذه المرحلة ويعيش مثلما تعيش طليقته حياة جديدة وعمر جديد ، تتذكر ايضا انه بعد هذه الحادثة وتحديدا بعد عام جاءها فرحا سعيدا يخبرها انه وقع فى الحب مرة آخرى وانها سبب خروجه من مرحلة اليأس وعودته الى الحياة مرة اخرى ، وقبل ان تعلن سعادتها وتتنبأ بما سيخبرها به وبانها حبيبته الحالية صدمها صدمةعمرها ويطلب منها تحديد موعد مع اهلها ليتقدم لطلب اختها التى جاءت شركته متدربة بتوصية منها وموظفة بتزكية منها ايضا…،!!!
لملمت جراحها واحزانها وعاشت معه ومع اختها مرحلة جديدة من عمرها اثمرت عن توأم ماتت اختها وهى تلدهما وتلبي هى بعدها طلب ابويها بالزواج منه لتربية ابنا اختها بدلا من ان تأتي غريبة تحتل مكان اختها وتعامل اولاد اختها معاملة زوجة الاب ، ،
فى يوم زواجها الذى جاء تلبية لرغبة الابوين وليس بطلب من الارمل ، فى هذا اليوم الذى كانت تنتظره منذ ان تعرفت عليه ،صارحها بأنه يخيرها بين الاستمرار كأم والانصراف بهدوء واختيار حياة اخرى لانه لن يستطيع ان يكون لها زوجا فهو يحب اختها وسيعيش على ذكراها ، استجابت لطلبه وعاشت عمرها ام لابناء لم تنجبهم والان اكتشفت بعد ان كبر الابنان انها كانت مخطئة وان لها حقا فى الحياة ولابد ان تتركه وتعيش حياتها وبالفعل تقدمت نحوه وهى تردد بين نفسها ماستقوله له واذا به يحتضنها ويشكرها على ماقدمته له ولابنيه ويبلغها بانه وجد من جعلته يريد الحياة مرة اخرى وانه سيتزوج !!!