الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..دفاع عن وطني الثاني..”أديب“ وقلة الأدب

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..دفاع عن وطني الثاني..”أديب“ وقلة الأدب

هالنى ماصرح به اعلامى شهير عن نقل مهام ماسبيرو الى العاصمة الادارية وتحويل المبنى الى فندق ، المخيف ليس فى كلام المصرح به ولكن كيف استطاع ان يتفوه بهذه الكلمات ، هل بدأ حياته الوظيفية فى ماسبيرو وخطى اولى خطواته المهنية فى اروقتها متباهيا بدخوله هذا الصرح الفخيم ، هل دخل استوديوهاتها فى الاذاعة والتلفزيون ولمس جدرانها واشتم رائحة عظماء المكان والزمان؟؟

هل عمل فى الاخبار وماأدراك ماالاخبار ذلك المكان الذى يعلمك بكل مايجرى فى العالم ، وهو الذى يزف اليك بشرى الاحداث الجميلة وهو ايضا من ينقل اليك المآسى والويلات ….

قطاع الاخبار الصرح الذى يأتى من رحم ماسبيرو ذلك الوليد الاخبارى هو الذى عملنا فيه عمرا طويلا واشتغلنا فيه شيفتات، بيات وفجر ، وظهيرة ، ومساء، وضحى ، فى مبنانا العظيم ماسبيرو وفى قطاعه الفخيم الاخبار قمنا بتغطية كل الاحداث السعيدة والحزينة القديمة والحديثة والحالية ، وفى قطاعنا المعطاء كان لنا شرف تغطية ويلات الغزو الانجلو الامريكى وكتبنا التعليقات والتقارير نشرح ونوضح وندلى بكل المعلومات عن الاحداث وسيرها وتوقعاتها، فى مبنانا الحبيب التقينا بعظماء الاخبار وعلى راسهم الرائعة صديقة حياتى التى حكت لى يوما انها كانت فى احدى مواجيز اذاعة الشرق الاوسط وكانت ابان حرب النصر حرب اكتوبر المجيدة كانت تذيع اسماء اللواءات الذين استشهدوا فى الحرب وهى على الهواء قرأت اسم اخيها من بين شهداء معركة الحسم وتقول وهى تبكى حينها اصبت بغصة تلازمنى حتى الان كلما وقع على خبرا حزينا…

التقينا وعملنا مع اباطرة الاخبار بهى الدين شعيب، زينب صالح ، محمود سلطان، زينب الحكيم ، همت مصطفى، عبد اللطيف المناوى ، صفاء حجازى ، كثيرين غيرهم لا تسعفنى الذاكرة ولايكفينى الوقت والمكان لذكرهم شخصا شخصا ..

فى ماسبيرو ( ياكل اديب ) عشنا نستقبل ونستضيف عظماء مصر من سياسيين وادباء واطباء، نستمع اليهم وننصت لما يقولونه من درر تنطلق من ماسبيرو الى مشاهديه ومستمعيه ، فى ماسبيرو الذى تتحدث عن نقل اداريينه ومن فيه الى العاصمة الادارية وتحويله الى فندق اسوة بالبى بى سى ، فى هذا المكان لم نكن موظفين بل كنا شرايين تستمد بقاءها وحياتها من ماسبيرو فهو ليس مكان نعمل فيه ولكنه روحا تعيشنا ونعيش فيها ولها ، ماسبيرو يامن تجهل قيمته عمرا طويلا توارثنا سنينه الجميلة ، عشناها بردا وقيظا، شدة ورخاء ، تعبا وراحة ، ماسبيرو يامعدوم المشاعر ليس مبنى ولكنه نحن من ندخل اليه فى كل نوبة عمل ونحن نطوف بين اركانه حامدين الله على نعمة البيت الثانى الذى دخلناه صغارا وظل فيه املنا وحلمنا وتطلعاتنا ودعواتنا بان يستمر وجوده ويبقى الى ابد الابدين ، ماسبيرو محراب لايعرف قيمته غير المصلين والطوافين، ماسبيرو قلب نابض بكل من فيه ولايدرك ذلك غير المتخصصين فى علوم القلب ومحبيه ، ماسبيرو بالنسبة لنا مصرنا لان فيه تفاصيل وحكاوى ودلائل وآهات وبسمات وعثرات وذلات وكبوات وصولات ان حكى عنها كل من عملوا فيه او حتى مروا من امام ابوابه وشوارعه ونواصيه فهم بحاجة الى اعمار وملازم، واوقات بث ، وهواء، حتى اخر ساعة فى زمان العمر ولياليه ، ماسبيرو حبيب آسر لكل محبيه ، ماسبيرو دمعة، وبسمة عشناها وعشنا فيها عقودا نصنع من تحديات المكان نجاحا نتباهى به وننسبه الى مبنانا العتيق بكل مافيه ….

ماسبيرو ذلك الحب الذى لاينضب ابدا وكلما كبر زادنا من التعلق فيه ، حذار من الاقتراب منه لان فيه جيشا قادرا على حمايته بكل مافيه وان استطاع الزمن ان يحد من قدرة من فيه فان لهم قلوبا ستدعو وايادى ترتفع الى السماء تدعو على من يحاولون طيه ومحو تاريخه وتقليل شأن كل من يعملون فيه ….

ماسبيرو باق لان من كانوا ومازالوا فيه قادرين على ابقاءه قيمة وقامة عالية تسحق المغرضين ومن يتمسحون ويستندون الى كل باطل وسلطان واغراء مادى للقضاء على حب عمرنا وذكرياتنا ، وعشقنا الابدى ..

ماسبيرو صوت مصر وانينها وضحكاتها وليلها ونهارها وعمرها كله حاضره ومستقبله وماضيه ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *