ترى لو ان الاماكن نطقت وقالت لنا مابها وحدثتنا عن مادار بين جدرانها وحنينها وشوقها ومشاعرها تجاه من عاشوا فيها ترى لو هذا حدث ماذا سيقول مبنانا العتيق ماسبيرو .
اعتقد ان ماسبيرو ان قال فسيتحدث عن كل لحظة عاشها فيه ابناءه منذ التحاقهم بالعمل فيه وحتى خروجهم الى المعاش او وفاتهم وهم على قيد العمل .
سيقول لنا ماسبيرو ان طرقاته واستوديوهاته ومصاعده ومهابطه تجول فيها الكل وتعلم في جامعته من تعلم واستفاد من استفاد وتهاون من تهاون ، اسمع صوت جدران المبنى الذى دخلته منذ اكثر من ربع قرن اسمعها تقول لى هل تذكرى اساتذتك فى التحرير للنشرات الاذاعية وهل لم تنسِ احداث جسام عشتيها هنا واجبرتك على البيات لمتابعة اخبار الحرب العراقية على الكويت وبعدها الحرب الانجلو امريكية على العراق ؟
هل تذكرين جريك بالمواجيز والنشرات الى المذيع حتى تواليه بأحدث ماتناقلته وكالات الانباء ووسائل الاعلام ؟
هل نسيتى زيارات الرؤساء والوزراء لغرفة الاخبار المسموعة وانبهارهم باداءكم وانبهاركم انتم بشخصيتهم ؟
هل نسيتى اعمال جسام من البرامج والنشرات والحوارات تشاركتم فيها العمل مع اعلام المجتمع ورموزه ؟
لم تنسِ بالطبع الالم الذى عشتموه ايام الحرب الاسرائيلية الغاشمة على الاراضى المحتلة ولبنان وعناقيد الغضب المغتصبة من قبل دولة الاحتلال ؟
هل اذكرك بكم الحزن الذى عشتموه حين تغطية الحرب الروسية الاثمة على الشيشان ومذابح البوسنة والهرسك ؟
وهل نسيتى تعليقك الحزين يوم ان قسمت السودان الى دولتان ؟
وهل مر عليكى مرور الكرام الحادث الجلل المطلق عليه ثورة الربيع التى استحلت ارض وعرض العرب تحت مسمى الديمقراطية الحديثة ؟
بالطبع لم تنسِ ايام ثقال بكيتى فيه دما وانت تعدى تقارير عن احداث ٢٥ يناير وما فعلته بالبلاد من تسيب وسرقة ونهب وابتذال وامتعاض ؟
لا انسى معكى دموع عينك حينما اعتلى الاخوان سدة الحكم وتعليقك بعدها بلعل الله يحدث بعد ذلك امرا !!
وقد كان وجاء مامسح مرارة عام من اسوأ اعوام مصر الحديثة ؛ لا انسى سعادتك بمطالبة الرئيس السيسى للمواطنين بتفويضه لمحاربة الارهاب واعادة امن مصر المسلوب ؛ ولا انسى ايضا مسارعتك للتوقيع على التفويض والخروج الى ميدان التحرير للضغط على الرئيس كى يعلن ترشحه وكيف انسى سعادتك ومعكى الملايين ببدء صفحة جديدة من تاريخ مصر على يد من رسخ قواعد الجمهورية الجديدة .
وسمعت ماسبيرو وهو يتنهد ويقول لى سنوات طوال لم يفتر ابنائى ولم يملوا ولم يكلوا وواصلوا عملهم بجد وعزيمة رغم ضعف الامكانيات وغض من بيدهم الامر اعينهم عن منحى قبلك النجاة والحياة وبدلا من مدى بوسائل الانعاش والانتعاش تعاونوا كلهم على تمزيق اوتارى وتصويرى على انى عالة واننى سبب فى الخسارة واهدار المال وتطاولت عليا الالسن من كل فضائية ووسائل مقروءة عدة تقول ان الكم الكبير الذى احتويه
ويعيش معى ماهو الا زبد وزيادة مرهقة على ميزانية الدولة ؛ وسكت ماسبيرو قليلا ثم قال يحزننى ان ارى ابنائى الذين افنوا عمرهم فى العمل وعندما انتهى بهم المطاف لم يحصلوا على كافة مستحقاتهم المادية وكم احزننى وقوفهم امام ابوابى ولايستطيعوا ان يدخلوها كما تعودوا عقودا طويلة ؛ الان سمعت ان عهدى كقلعة اعلامية فريدة من نوعها قد اصبح على المحك وبأنه سينالنى من التغيير مانال مجمع التحرير وغيره من شواهد الزمن القديم وانا لااملك سوى مطالبتكم بالدعاء لى بأن اظل ماسبيرو قلعة الاعلام ومهبط العظماء وصانعى الرؤى الاعلامية الثاقبة الصائبة ؛ اتمنى ان اظل كما انا اعيش مع ابنائى وابناءهم القادمين حتى قيام الساعة .
فهل هذا حلم وامل وامنية يعز تحقيقها !!!!!!!!