الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..حاميها حراميها…!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب ..حاميها حراميها…!!!

عاد إلى بيته مهموما فقد نما إلى يقينه شك بأن رئيسه فى العمل متورط فى القضية التى تحدث عنها الاعلام وافردوا لها الصفحات والشاشات واستضافوه فيها يسرد ويقول ويحلف بأغلظ الايمان أنه سيقطع أيادى من يهددون أمن البلاد ويسرقون أجمل مافيه الا وهم الشباب ببيع المخدرات بكافة انواعها اليهم ليسلبوا عمرهم ويضيعوا طاقة البلاد اليقظة ويعيدوها الى الوراء بلا رحمة ولاهوادة .

كان احمد وهو يشغل منصب وكيل نيابة يشهد له الكل بالذكاء واليقظة والتفانى فى العمل وبأنه لم تسجل فى عصره اية قضية ضد مجهول وبأنه لديه فطنة تمكنه من استشفاف حقيقة من يقف امامه فى كافة القضايا ، هذه القضية قلبت حياته رأسا على عقب..

بدأت احداثها بمكالمة هاتفية من رئيس النيابة يطلب منه الحضور فورا للتحقيق مع مجموعة مجرمة تتاجر فى الهيروين القى القبض عليها بوجود رئيس النيابة شخصيا ، جرى مسرعا الى مكتبه وقبل أن يدخل قال له حارس المكتب ان رئيس النيابة يريده فى مكتبه فذهب اليه وهنأه على هذا الانتصار فقال له الاخير الموضوع كله خلاص اتحقق فيه إنت بس استعرض القضية والمجرمين وقفلها وامضي ورجعهم تانى الحجز ..

ومع أن هذه هى المرة الاولى خلال عمره فى سراى النيابة والذى تخطى عشر سنوات المرة الاولى التى يسمع فيها من رئيسه هذه اللغة وهذه الكلمات إلا أنه التزم بالتعليمات وبالفعل عاد إلى مكتبه وأمر بما أُمر به وجىء بالمجرمين إلى مكتبه وكلهم شباب اكبرهم سنا فى مطلع الثلاثينات..

فقال له احمد: يعنى خلاص مفيش غير الهم ده تبيعوه فى البلد ، وبعدين كده كده اقل حاجه هتخدوها مؤبد ، تاخدوا مؤبد على كمية قليله زى ديه ، فنظر له الفتى باستغراب وقال ياباشا هو مية كيلو هيروين وعشرين طربة حشيش وه مليون جنيه ومليون دولار رقم قليل ، اللى عطاك يعطينا يابيه ديه كانت ضربة العمر كله منه لله اللى سلمنا تسليم مفتاح .

اعترافات المجرم مخالفة لما هو مثبت فى اوراق الظبط والاحضار فالارقام المذكورة خمس ماقاله المجرم ، وعندما هم احمد بسؤال المجرم واصدقاءه عن من الذى سلمهم وباطلاعه واطلاعهم على أن ماذكره مخالف لما بين يديه فى المحضر حينها دخل رئيسه متساءلا عن سبب بقاءهم فى المكتب وترحيلهم واغلاق القضية وتحويلها للجهة التنفيذية .

وراى احمد نظرة غريبة فى عين رئيسه وعين المتهمين اجبره رئيسه على الا يستفهم ماتحويه بأن اكد له حالا ياافندم كل ماأمرت بيه سينفذ،. فنظر اليه قائلا انجز يااحمد ورانا بلاوى تانيه كتير وديه انا كنت فيها وزى مقلتلك قضية مقفولة من بابها ..

منذ هذه اللحظة واحمد لم ينم ولم يهدأ ولم تتوقف افكاره ، وصال وجال وصارح شخصية قضائية عليا فى شكوكه وبأنه يشم رائحة خيانة رئيسه وبما أن هذا الشخص كانت لاتربطه علاقات جيدة برئيس النيابة موضع الشكوك فقد تدخل وحصل على امر تفتيش لمنزل رئيس النيابة وذهبت قوة يترإسها احمد وقلب فيلا رئيسه رأسا على عقب ولم يجد شيئا وهدده رئيسه بأنه سيجعل منه عبرة بل وسيسجنه وحينما خرج احمد ومن وراءه رئيسه متوعدا ومهددا نظر الى واحدة من سيارات رئيسه المرسيدس التى سجلتها كاميرات القيض على المتهمين واظهرته مترجلا منها …

اقترب منها وامر رجاله بتقطيع الاطارات ومكان التكييف والبطانات ليجد فيهم كل ماذكره المتهمين منقوص منه ماذكر فى المحضر ليسجد شاكرا نعم الله عليه ويعود محظوظا فائزا يتلقي التهاني من كل القادة ولكن مع تعليمات بعدم ذكر أنه من اكتشف اوراق القضية لان الرقابة الادارية هى المنوط بها ذلك النوع من قضايا الفساد الاداري وبأنه سيحصل على كل المكافآت واكثر بكثير …

ضحك احمد كثيرا عندما طلب منه ذلك فهو مكتفي بافتخاره بنفسه بذكاءه

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *