الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. جعلوني مؤلماً..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب.. جعلوني مؤلماً..!!


كل شىء يسير بنفس الطريقة منذ عشرين عاما او تحديدا منذ ان تركته واختفت ومنذ ذلك الحين وهو كما هو يصحو مبكرا كعادته يلقى عليها الصباح يستحم ،يرتدى ملابسه ،يتناول فطوره الذى كانت تعده له ، يذهب الى عمله يقضى فيها وقتا ثقيلا على قلبه يتحمل خلاله نظرات وتلميحات كل من حوله عن سبب هجرها له وعن سوء طباعها واخلاقها وبأنها فرت مع عشيقها ..

صبره على عمله كان لسببان هما تضييع وقت والحصول على اموال يعيش بها .

فى المساء يعود الى بيته ويتناول غداءه فى الغالب يكون علبة تونة او بيض محمر بالسمن كما كانت تعده له بالتمام والكمال ، يأخذ بعد ذلك قسطا من الراحة يمتد لساعتين نائما حالما بحياته معها ويصحو بعدها يذهب لزيارة ابويه المسنيين القريبين من محل سكنه الرافضين للعيش معه ودوما يعرضان عليه ان يعيش معهما بعد زواج اخوته كلهم ولكنه يرفض لانه لايريد اولا ان يترك بيت الزوجية اذ ربما تعود اليه من ينتظرها عمره كله وثانيا لانه لايريد ان يثقل على ابويه بهمه ويريد لهما ان يعيشا براحتهما .

كعادته يحمل معه عند زيارته لابويه اليوميه مالذ وطاب من الفاكهة والحلويات التى يحبها ابويه ، يمضى معها مايقرب من ساعتين يقضيهما فى السماع لهما عن كل شىء وخاصة اخوته ومشاكلهم ومطالبهم ، بعد ذلك يعود الى منزله ويجلس امام التلفاز ويعود بذاكرته اليها تلك التى احبها حبا لم يحبه ولم يحبه لغيرها فقد ملكته وسيطرت على قلبه وحياته كلها منذ ان رآها خلال عودته من احدى سفرياته وجلست بجواره فى القطار وشعر بنوع من الألفة تجاهها جعله لاول مرة فى حياته يتحدث فى الاماكن العامة مع من يجلس معه.

كانت تتحدث بصوت آسر ناعم وعينيها تغوص فى اعماقه وتجعله يتمنى ان يطول الحوار ولاتتركه ابدا . فى رحلة الوصول اصر على ان يكون معها حتى تصل الى وجهتها حينها بكت وقالت له انا لاادرى الى اين اذهب فقد تركت اهلى فى الاسكندرية هربا من اجبارى على الزواج من رجل عجوز ولكنه غنى ولذا اصر اهلى كلهم حتى امى على الزواج منه فغافلتهم فى يوم الفرح وهربت وليس معى سوى ثمن تذكرة القطار ، استقبل اعترافها بفرحة من قلبه واكد لها انه سيقف بجانبها وحجز لها فى احد الفنادق وبعدها وجد لها وظيفة تتناسب مع مؤهلاتها التعليمية والجمالية وابلت بلاء حسنا واستطاعت ان تحظى بحب وتقدير كل من فى العمل وتودد لها الكثيرين ولكنها لم تهتم لاى منهم فقد صارحته بحبها له نافية ان يكون ذلك السلوك حكرا على الرجال طالبة منه ان يتزوجها لانها لاتستطيع العيش بدونه وبالفعل اصطحبها لاهلها وطلبها منهم ثم الى اهله كى يتعرفوا عليها ويرحبوا بها زوجته المستقبلية.. كل شىء تم بسعادة وسرعة وجاءت الى بيت الزوجية ونهل من نهر السعادة ماقدر له ان ينهل وهى ايضا فقد احبته واشتعلت عليه غيرة وهياما لدرجة ان اصبح دائم الشجار معها بسبب غيرتها المفرطة بل انه لم يعد متشوقا الى العودة الى بيته وصار يتسكع فى الشوارع والكافيهات وتطورت حالته فاصبح يذهب الى البارات وتطورت اكثر فاصبح يعاشر النساء ويخونها جهارا نهارا ، وواجهته فلم ينكر ولم يتأسف بل كان فظا قاسيا مؤكدا لها انه لن يتغير ولن يتوقف مادامت تشك فيه وتخنقه بمتابعتها له ، لم يهتم لبكاءها وصراخها وكلامها الكثير عن حبها له وخوفها من ضياعه منها واستعدادها ان تكف عن فعل اى شىء يبعده عنها، تركها وعاد لمجونه وزيادة فى عقابه لها لم يبت هذه الليلة فى بيته وعاد يومه الثانى سكيرا حاملا على ملابسه بقايا ليلة ماجنة مع فتاة ليل او صديقة او عابرة طريق فهو لاينتقى فقط يلقى بنفسه مع من تقبله على حاله وتنهى ليلتها معها وتختفى بعدها ،. عند عودته وجدها اغلقت بابها عليها فحمد الله على انها وفرت عليه النقاش والجدال والمشاكل بصفة عامة ..

استمر الخال اسبوع لم يحاول فيه ان يطرق بابها وهى لم تخرج الى ان فاحت فى الشقة رائحة نتنة فطرق بابها فلم تفتح له فحطم الباب ودخل عليها ووجدها جثة محللة عينان مملؤتان بالدموع مفتوحتان عن اخرهما وباقيها تنهشه الديدان ، كيف ماتت لايعرف فقط يعرف انه سببا فى موتها وانه من قتلها ولذا فعليه ان يجعلها معه تعذبه كل ساعة ويوم وشهر وسنة بانتظارها وبذنبها وهاهى مدفونة فى حديقة منزله تعيش فى قلبه ولايريد اكثر من ذلك ليستكمل حياته معها وبها …

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *