يقال والعهده على الراوى ان احد الحكام رأى فى نومه الحلوانى الذى بنى مصر وجاءه فى شكل رجل من اولياء الله الصالحين مرتديا ابيض فى ابيض وبيده مسبحة تصل حتى قدميه ورائحة المسك تملأ المكان المهيب الذى ظهر فيه وقال للحاكم الا تعرفنى فمسح الحاكم عينيه يريد ان يتأكد من جلالة وهيبة صاحب الصوت ولكنه فشل فى ان يتعرف عليه وقبل ان يهم بالاجابة على السؤال بأنه لايعرفه واللى مايعرفك يجهلك قال له الحلوانى انا من بنيت هذه البلد وتفننت فى رسمها وتجميلها وتعبت كثيرا وانفقت اكثر كى اتركها بهذا الجمال ، هذه البلد اعطيتها من وقتى وحبى وعلمى الكثير انفقت على تعبيد شوارعها وبناء مصانعها ومدارسها وجامعاتها ومشافيها ومحالها الكثير والكثير .
هذه البلد احببتها ولذا فقد حرصت ان اعزف لها على اوتار قلبى ورنات ضلوعى .ليست مجرد بلد ولكنها تمتاز وتتفرد بكونها ام الدنيا كلها وهى البدء والختام . نظر اليه الحاكم ليسأله وماذا تريد الان ؟
فقال حلوانى مصر اريد ان اتجول فيها وارى بعينى ماذا اصبحت وكيف صارت منذ ان تركتها وماذا فعل بها اهلها وابناؤها من حكام ومحكومين . ويقال والعهدة ايضا على الراوى ان الحاكم لم يرد ان ينفذ للحلوانى طلبه لاسباب لم يعلن عنها الا أن البعض اعتقد أن الحاكم لايريد أن يرى الحلوانى مافعله الحاكم ومن سبقوه فى بنيانه وماتركوه فيه من اثار باقية على البشر والحجر والشجر … بعد اصرار من الحلوانى وتملص من الحاكم رضخ الاخير واعطى للحلوانى حرية التحرك بين البلاد والعباد وان يعود اليه وقتما ينتهى ليبلغه عن ردة فعله وانفعالاته ..
مضت ايام اكتملت شهرا عاد بعدها الحلوانى للحاكم يطلب منه شىء واحد مفتاح مصر الذى تركه عندما بنى مصر ونسيه ولم يأخذه حينها . ولاندرى هل يريد المفتاح ليغلق علينا كل الابواب فلانخرج ولايدخل علينا أحد أم أنه أراد المفتاح ليغلق هو على الحاكم الباب ويتركه يعانى العزلة بلاحكم ولامحكومين ؛ ام يغلق علينا جميعا كافة الابواب ويضرم فينا النيران وفى المحروسة كلها..
أيا كان مايريده الحلوانى فقد استيقظ الحاكم من الحلم وظل يضحك وهو يستمع للحجار وهو يطربنا ويطربه باللى بنى مصر كان فى الاصل حلوانى..
المقال