الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …الظالمون بإسم الدين..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …الظالمون بإسم الدين..!!

منذ صغر سنه والكل يشهد له بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة .

كان محور حديث كل الاسر التى تنتمي لأسرته من قريب أو بعيد لدرجة أن أمه المربية الفاضلة كانت دوما فى حالة خوف عليه من الحسد ومن أن يلم به مكروه لذكاءه وشقاوته الزائدة عن الحد؛ فقد كان يوسف شعلة نشاط لايمكث لحظة حتى أن اباه الطبيب الاشهر فى مهنته خشى أن يكون ذلك شىء مرضي وأن ابنه الاوسط مصابا بكهرباء زيادة فى جسمه فأخذه إلى المعامل والمشافى ليجرى له الفحوصات والتحليلات وكلها اثبتت أنه معافى وليس به شىء مضر .

أشار عليهم أحد العالمين ببواطن الامور أن يوظفوا تلك الشقاوة والحركة الشديدة فى هواية رياضية وبالفعل ذهبت به أمه إلى النادي واشتركت له فى الكونغ فو واستمر فيه فترة ليست بالقصيرة وكان مبهرا ولكنه لم يرد أن يكمل التدريب رغم أنه حصل على احزمة وجوائز فهو يكره المدرب ويرى أنه شخصية مستفزة لاتفعل شىء بالمحبة ؛ كله اوامر وشخط ونطر ، رضخت امه لمطلبه وشرعت فى الاشتراك له فى نشاط رياضى اخر ولكنه رفض أن تختار له ولا أبوه ، وأصر أنه هو الذى يختار وخاصة انه اوشك على اتمام عامه العاشر…

وأختار السباحة وفيها وجد غايته ففى الماء يترك نفسه للعنان ويعيد ترتيب كل شىء ويصول ويجول فى عالمه ويرتب احداث ويعيد صياغة اوضاع ويستنتج ويستخرج كل غياهب الامور وماضل منها وغاب عن الحقيقة .

مضت السنون بيوسف وانهى دراسته فى كلية الحقوق التى اختارها رغم معارضة اهله ورغم تفوقه الذى صنفه من اوائل الجمهورية وكل كليات القمة تفتح له ابوابها بسرور وغبطة إلا أنه أصر على كلية الحقوق ولاول مرة يبكى أمام ابويه كى لايتدخلا فى اختياره فهو يحب القانون ويهواه ويجد نفسه فى فك طلاسم قضية واعادة الحق لاهله وماسلب من الناس يسعد باعادته اليهم ..

امام اصراره رضخ اهله واسعدهم تفوقه وحصوله على الامتياز كل عام مما أعطاه أولوية التعيين كمعيد فى الكلية وايضا الحاقه بالنيابة وكان هذا هو هدفه وغايته التى عاش من اجلها . فى النيابة لمع يوسف واصبح محط انظار كافة القضاة و اصحاب الشأن الاعلى ، عرف عنه الذكاء الذى اهله لان يتمكن من فك طلاسم اية قضية مهما كانت حنكة تفاصيل القضية وذكاء من دبرها .

خمس سنوات فى النيابة لم تقف امامه قضية ولا مشكلة الا هذه القضية الغريبة والتى استدعى لها عقب العثور على فتاة لم تكمل العشرين من عمرها مذبوحة وسط المزارع فى قرية من قرى اوسيم ، الفتاة تعمل بالاجرة فى الحقول لتطعم اسرتها الفقيرة المجهدة جسديا ، اول الاجراءات التى امر بها الكشف عن عذرية الفتاة لان قد يكون السبب فى القتل قضايا شرف أو اغتصاب ولكن ثبت أنها بكر ولاتوجد اية اثار عنف او مقاومة ليتأكد له أنها اخذت على حين غرة ..

اصبح ليله ونهاره يبحث عن خيوط توصله للقاتل ، جمع المشتبه بهم ومارس معهم كل فنون الاخذ بالاعترافات ولكنه لم يحصل على ضالته ، سجله لايسمح له بأن تقيد القضية ضد مجهول فهذا لم يحدث معه ابدا وهو الامر الذى سارع به نحو نيل الترقيات والاشادات ، اطلق المخبرين ليتعثثوا ويعرفوا ورجعوا اليه خاليين الوفاض إلا مخبر قال له انه حينما كان يجلس مع احد الفلاحين قال له اوعوا وانتوا بتفتشوا ع اللى قتل البنت الغلبانه تتلخبطوا وتقبضوا على فلان بتهمة أنه عايش فى الحرام مع مراة ابوه .

التقط يوسف هذه الجملة وتشبث بها ولايدرى لماذا تأكد حينها أن قضيته ستقفل أبوابها وأن ضالته سيجدها عند هذا الرجل وزوجة أبيه فأمر باحضراهما فورا وجاءت سيدة عجوز سمينة جدا ورجل فى مطلع الثلاثينات ملتحى والمسبحة فى يده ويحوقل ويسبح ويذكر الله ذكرا كثيرا ، فاجئهما يوسف باتهامه لهما بقتل فتاة الحقل فتنكرا واقسما اغلظ الايمان انهما بريئان ووجها اليه عبارات تؤكد انهما يخشيان الله وليس لهما أية مصلحة فى قتلها والكل يشهد لهما بذلك …

وصرخت المرأة وعلا صوت ابن زوجها يطلب عدل السماء وعدل اهل العدل فى الارض ، الجلبة التى احدثتها الاثنان جعلت رئيس النيابة يهرع اليهما ويطلع على ماجرى ويلوم يوسف على مافعله ويؤكد له أنهما مواطنان بريئان ويأمر بانصرافهما ويعطى كل منهما ورقة بمئة جنيه ، وفور خروجهما ينظر إلى يوسف نظرة ليست بحاجة الى اية كلمات تؤكد له غضبه وحنقه عليه.

كلمات رئيسه لم تثنيه بل أكدت له ظنه بأنهما القاتلان ولكنه لايستطيع أن يتعدى رئيسه فالتزم بما وجه به وانتظر لحين حصوله على اجازته المتعارف عليها اسبوعا بين الحين والاخر وحينها أمر باحضار السيدة وابن زوجها ووصلا اليه وهما يهمهمان ويتوعدان بالذهاب إلى رئيس النيابة كي يحميهما منه..

وقبل أن تواصل السيدة سيناريو البكاء والصراخ صفعها بشدة على وجهها وأمر باحضار بناتها الاربعة واخرج من يده اوراق مالية اعطاها للمخبرين وقال لهم كل واحد يأخذ فتاة والذى يتمكن من أن يجعلها تحمل سأعطيه المزيد ، فانهارت السيدة واعترفت بأن الفتاة وهى فى طريقها الى الحقل رأتهم من وراء ستارة النافذة وجرت مسرعة فجرى وراءها ابن زوجها وأنا وراءه ووصلنا اليها واوهمتها بأننا نطلب منها الصمت حفاظا على بيتي وسمعتي وسمعة زوجى الذى سيموت اذا علم بما يصنعه أبنه معي ،واثناء حديثي معها جاءها ابن زوجى من خلفها وذبحها وعدنا إلى بيتنا واخفينا السكين فى فرن المنزل …

بكت بكاء التماسيح وابن زوجها لم يقل سوى كان لزاما على ان استرضيها حتى تتركني اعيش معهم ولا تغير قلب ابي علي ، وخاصة انها رفضت زواجي بزعم أن أبي ليس لديه لامكان ولامال لذلك وكل مااعمل به تأخذه لتجهز به بناتها وأنا لم يكن امامى بديل ….

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *