الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب…الحرام لايُدِخل السجن..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب…الحرام لايُدِخل السجن..!!!

لم تقاوم ولم تدافع عن نفسها عندما امسك يدها صاحب المتجر وهى ممسكة بكيس أرز تحاول إخفاءه بين طيات ملابسها ، توعدها الرجل واقسم بأغلظ الايمان أن يدفعها ثمن هذا الكيس حريتها وسيزج بها فى السجن ، وشدها بقسوة متجاهلا سنها الذى يناهز الستين وعلامات الانكسار والحزن التى تآخذ من ملامحها وتشكيل وجهها طبقات .

ورغم التفاف الناس حولها وحول صاحب المتجر وايا كانت اهدافهم ؛ هل للفرجة، أم الشماته ، أم تضييع الوقت ، أو حتى لمحاولة دفع ثمن كيس الارز ؛ رغم كل هذا أصر الرجل على طلب الشرطة التى جاءت على غير العادة مسرعة ولاندرى هل السبب كان فى تفشى كورونا وعدم وجود أية بلاغات يعمل عليها رجال الشرطة أم أن الوعى التنفيذى اصبح ممثلا بقوة فى تلك المرحلة من تاريخ جائحة كورونا التى فتكت بأعتى الدول واقواها.

نزل من عربة الشرطة ضابطا وسأل صاحب المحل عن البلاغ فقال له هذه السيدة سرقتنى والكاميرا تشهد وفى يدها مايؤكد مااقوله ، نظر الضابط إلى السيدة المسنة ولكنه لم يتحرك انسانيا وأمر احد معاونيه من الامناء أو ربما من المخبرين أن يساعد المتهمة فى ركوب العربية والذهاب ألى القسم لعمل المحضر وصاحب المحل مخير بأن يركب معه أو يآتى بطريقته الخاصة …

إلا أن الاخير آثر أن يركب معهم وأشار ألى احد العاملين عنده أن يعد حقيبة مليئة بالمشروبات والبسكوتات ليوزعها على هذه الدورية صغيرها وكبيرها .

القسم قريب من هذا المحل القديم المتوارث من الجد ألى الاب إلى الابن المبلغ عن السرقة والذى يؤكد أهل منطقة المنيل كلها أنه ليس كأبيه واجداده فهو فظ المعاملة غليظ القلب عنيد وبخيل ألى أبعد الحدود لدرجة أن امرأته لم تتجمل طريقته فى الحياه وبخله عليها وعلى اولاده فهربت بهم ولايعرف اين منذ عشر سنوات ..

نزلت السيدة المسنة من عربة الشرطة ممسكا يدها احد أمناء الشرطة مع انها لن تهرب ولم تقاوم فهى ملتزمة الصمت والملامح .

أمام احد ابواب مسئول من المسئولين عن تحرير المحاضر وقفت وامامها صاحب المتجر يواصل من توعده وسبابه ولعنه لها ولامثالها.

فور دخولها تصادف وجوده.. ادهم سليم وكيل النيابة فاستوقفه المشهد وسأل عن سبب مجىء هذه السيدة فأجابه صاحب المحل : سرقتنى ياباشا ،توهم ادهم أن الامر جلل وأن هذه المسنة ربما تكون شريكته أو من عائلته أو أى صلة تتوافق مع لفظة سرقتنى ياباشا …

فسآله ادهم : خدت منك إيه مخليك بالحاله ديه؟
اجابه صاحب المحل بسرعة فائقة وثقة مبالغ فيها : كيس رز يابيه !

حاول ادهم استرجاع الكلمة والسرقة إلا أنه تأكد مما سمعه وأن هذه السيدة التى على ابواب الرحمن وتعد من ضيوفه على ظهر الدنيا سرقت كيس رز من صاحب المحل .

أشار أدهم إلى الضابط المكلف بتحرير المحضر بعدم فتحه من الأساس ، وحاول أدهم بكافة الطرق أن يحجم غضبه وانفعاله وسال الرجل كيس رز بكام ؟
قاله بسبعه جنيه يابيه..

قاله وانت ترضاها على نفسك إنك تحكم على ست كبيرة بالبهدلة عشان سبعة جنيه ؟
فرد الراجل بتبجح وقال :يابيه اللى يسرق ابو سبعه يسرق ابو سبعتلاف ..

أيقن أدهم أن النقاش معه غير مجدى وأنه لن يصل معه لقناعة باحتواء الحادثة فعرض عليه مبلغا من المال وأن يترك السيدة ويعود ألى حال سبيله، فنظر إليه صاحب المحل بتعالى وقال يابيه إنتو كده بتخلوا الحراميه يكلونا..

أدهم تلقى هذه الكلمات بحنق وقال له فعلا عندك حق هات الفلوس وإعمل محضرك وأنا كمان عندى بلاغات فيك بعدم الالتزام بالتسعيرة وبيع مهربات مستوردة من الخارج وعدم ادراجها فى سجلك وايضا لك ملف تهرب ضريبى ..

هلع صاحب المحل وقال وهو يصرخ معلش يابيه حقك عليا إدينى حق كيلو الرز بس وأنا همشى ومحدش هيشوف وشي تاني

.. جرى صاحب المحل مسرعا ممسكا بالجنيهات العشرة التى اعطاها له أدهم ثمنا لكيس الرز الذى تحتضنه المسنة ..

واصطحبها أدهم ألى احد المكاتب وسألها لماذا فعلت ذلك فملامحها تؤكد أنها عزيزة النفس وصمتها وحزنها يثبتان ذلك ؛فقالت أنا يابيه أول مره أمد ايدى على حاجه مش حاجتي وعمر الحرام مادخل بيتى…

بس اعمل إيه انا عندي ولدين واحد توفاه الله من سنتين فى حادثة والتاني هو عيني اللي بشوف بيها بعد موت أبوه حزنا على ابننا .

ابنى يابيه كان بيشتغل كاشير ومتجوز وقاعد معايا هو وابنه وبنته ومراته، ومن شهر تعب وكشفت عليه طلع عنده كورونا وولاد الحلال عرفوا يدخلوه مستشفى ومعزول بس مش بيخف والفلوس اللى كانت معايا خلصت ومراة ابنى غلبانه وراضيه بأقل القليل والنهارده إبنه قالي عاوز ياكل رز ، وامه قالت خلص ياماما الرز فانا صعب عليا الواد قلت اخد كيس رز ولما إبنى يرجع ادى الراجل صاحب المحل حقه ولسه باخده لقيته جاي من ورايا بيسب ويلعن ..

أدهم لم يقل شيئا فقط اخذها إلى بيتها وأحضر لها من كل ماتشتهيه الانفس واعطاها مبلغا ورقم هاتفه تطلبه وقتما تريد وتشاء ..

عن admin

شاهد أيضاً

أسماء عصمت تكتب..الرحيل ..!!

رحل دون وداع ….رحل دون رجعة ..!!!تركني وحيدة بلا ذكريات …جمعتنا سويا أجمل الصور وشاركني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *