عشرون عاما من الوهم والضلال . تلك الجملة كان يرددها ليل نهار ولايدرى ماذا يفعل ليهرب من واقعه الاليم كما يراه هو ؛ فالمجتمع كله يراه طبببا ناجحا وزوجا يحسد على جمال زوجته ومكانتها واخلاقها وثلاثة ابناء يبهرون من يراهم بكل مافيهم من حسن واخلاق .
اما هو فبداخله الم وحزن اكتشفه منذ شهرين بالمصادفة فى هاتف زوجته فى رسالة او قل رسائل محتفظة بها فى موبايلها القديم الذى اخذه هو انقاذا لموقف وليضع فيه شريحته عندما عطب جهازه
..وقرأ رسالة تلو الاخرى وكلها غرام وهيام ليس له بل لغيره والرسالة الاخيرة اقتلعته من الارض ورمت به فى اتون جهنم ففيها تقول له ان مايعينها على بعاده عنها فى المكان ولكنه فى القلب متربعا ، الابناء وانها تراه فيهم ..
وصدم من هذه الرسالة ايما صدمة ، اى ابناء هؤلاء سأل نفسه مرارا وتكرارا عندما قرأ الرساله ، واجاب بالطبع من يحملوا اسمى؛ ومن اصل الليل بالنهار لاخلق لهم حياة افضل ومستقبل مشرق ، وكيف حدث هذا ؟
ومن هو هذا الافاق ؟
وكيف استحل لابناءه ان ينسبوا لغيره ، واى رجولة تلك تجعله يرضى بهذه الوضعية غير الاخلاقية، والاهم من ذلك زوجته التى كانت حياته كلها وكان وفيا لها ومنع عن نفسه الوقوع فى الزلل ارضاء لها وحبا فيها ، هذه الزوجة التى انتشلها من جحور الفقر وجعلها ملكة تقطن ارقى المنتجعات ، وسخر لها الدنيا كلها ومن قبلها نفسه من اجل اسعادها وارضاءها ورضاءها …
متى استحلت لنفسها خيانته ؟
واين ؟
ولماذا ؟
تساؤلات متتالية قتلته وتركته بائسا حزينا ، مضت ايام واسابيع على قراءته هذه الرسائل واعادته موبايلها الى مكانه ؛ ومن بعد ذلك حضر العقل، وجاء الترتيبات ، فمن بعد السكرة افاقة ؛ ومن بعد الفجوة اضاءة ، وهاهو يجرى تحليل الدى ان ايه لاولاده بطريقته بحيث لايدرك الابناء المغزى والهدف ؛ ويتأكد انهم ليسوا ابناءه ، بل يعلم ايضا انه عقيم ، وتاتى الخطوة التالية معرفة صاحب الرسائل ، وهويته، فيصدم عندما يعلم انه كان زميلها من ايام الدراسة والان زميلها فى العمل ومنزوجا من اختها ، وتساءل كيف نسى رقمه ورد بانه لم يكن متواصلا معه كل التواصل وكان قلما يراه الا فى المناسبات والاعياد ، وحينها ادرك سبب تعمد زوجته ابعادهما عن بعض ودوما كانت تذكر تعب اختها منه وتوتر علاقتهما وانهما مستمران فقط من اجل الابناء ، وتذكر ايضا كم من ايام قضتها بعيدا عنه بزعم انها ستصلح ماافسده الدهر بين اختها وزوجها وستقضى معهم وقتا لتذليل مابينهما من مشاكل وصعوبات ، وتذكر ايضا سفرها مع اختها الطويل الكثير فى المصايف والرحلات بالابناء وبدونهم
…يالا القرف الذى تعيشه هذه الزوجة تخون اختها قبل زوجها ، وضحك ضحكة حزينة وهو يقول لنفسه ربما زوجته لاختها كى يكون قريبا منها فى اى وقت والا ماسر الانجاب والعلاقة طويلة الامد ..
وجاء القرار واقام دعوى مستعجلة بانكار النسب مصطحبا معه مايثبت انه عقيم ومايثبت زنا الزوجة من رسائل وغرام ووله ورفع ايضا قضية زنا ضد زوجته مطالبا على اثرها بنزع كل مااعطاه لها من مال واثاث وعقار …