الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..احساسك وانت امك رقاصة..!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب..احساسك وانت امك رقاصة..!!

فى البدء اعترف بأن هذه المقالة من اكثر المقالات عبئا على قلبى ولولا ان بطلها هو من طالبنى بكتابتها ماكنت شرعت فى ذلك حرصا منى على عدم الحديث عن مهن وقدرات اصحاب هذه الوظائف ان جاز تسمية الرقص بوظيفة وليس فن .

قابيل زميل ابنى رحمة الله عليه منذ الطفولة وحتى بعد وفاة فلذة كبدى لم يقطع صلته بى ودائم الاتصال والحرص على معايدتى فى كافة المناسبات وتوجيه الدعوات لى لان اكون معه فى مناسبات سعيدة وحتى حزينة له .
قابيل كان نموذج للانسانية فى مفهومها العريض منذ صغره وهو طيب القلب محبا عفوا عن كل مايسىء اليه معطاء لاقصى درجات العطاء ، كان امجد ابنى يحدثنى عنه وعن طيبة قلبه وعن تعامله مع المسيئين له بحب جارف وبتغاضى عن اخطاءهم وكنت افرح جدا لكون ابنى تتقارب طباعه مع صديقه وتنتابنى سعادة ممزوجة باطمئنان كونهما معا واتفاق طباعهما مع بعضهما البعض مع كون قابيل يفوق ابنى بمراحل ، فى معظم مراحل الدراسة كنت اراه من الحضانه وحتى المرحلة الاعدادية يعاملنى وكأننى امه ويحكى لى عن يومه واجازته وسفره ، وعن اعتزازه بصداقته بابنى وبأنه يعتبره اخا له وخاصة ان قابيل كان وحيدا لااخت ولااخ له . فى المناسبات الدراسية كنت احضر فى الغالب ويقول قابيل للحضور مامتى ومامة امجد وكنت اعتبرها نوعا من الحب واسعد بها مع شعورى بأن شىء ما محجوب فى حديثه عن اسرته فهو لايتحدث عن والديه ابدا كل حديثه عن حياة مرتبة منظمةيقوم فيها حراس المنزل بتنوع وظائفهم بدورهم على اكمل وجه ، يوما ما سألت فقيدى عن اهل قابيل فأجابنى بأن امه سيدة مجتمع وابيه رجل اعمال فسألته هل رأيتهما ياأمجد قال نعم وهما نموذجان جميلان للحب والاحترام . مضت الايام وفى اول اعوام الثانوية العامة انتقل ابنى الى الرفيق الاعلى بدون اية مقدمات مرضية تؤهلنى لتحمل فقدانه فقد وافته المنية على بساط الكاراتيه وهو يشارك فى بطولة افريقيا التى كانت مقامة فى مدينة الاسماعيلية .بوفاة امجد تغيرت حياتى كلها والى حد ما تقوقعت بداخلى واصبح عالمى انطوائى حزين ووسط احزانى كان قابيل يشاركنى اياها ولكنه يحاول ان ينتشلنى من دوامة الالم ويسعى بأن يجعل نفسه مكان امجد حتى اقوم من دوامتى الحزينة ، سنة تجر وراءها سنوات وقابيل نعم الابن والكل يشيد باخلاقه وتربيته الحصينة ، اخذتنى الدنيا ولم اعد اتواصل معه ربما لانه كان يذكرنى بأمجد وربما لاننى لااريده ان يعيش حزنى الدائم ولكن المؤكد اننى فزعت عندما علمت عن محاولة انتحاره وهرعت اليه ووجدته فى المستشفى محاطا بألاف من بوكيهات الورد وبشر من كل حدب وصوب وفوجئت عندما وجدت فنانة شهيرة محاطة بصديقاتها الشهيرات ايضا يحاولن ان يهدئن من روعها وعرفت انها امه عندما افاق قابيل من غيبوبته بكت عيناه عندما التقت بعينى ونادانى قائلا ماما ، وجريت عليه فى نفس توقيت خطوات امه البيولوجية التى نظرت لى بحب وقالت مامة امجد صح قابيل بيحبك اوى ودايما بيتكلم عنك وبيقول فيكى احلى كلام .. لم اجبها سوى بالدموع لتحتضنى بشدة وتقول لى قابيل ابنك زى امجد الله يرحمه بالظبط وانا زعلانه منك انك بعدتى عنه وسيبتيه يعمل عملته المهببة ديه ، وحاولت ان انفى ان لدى اى فكرة عما قام به وايضا ان ابرر بعدى عنه ولكن قابيل مسك يدى وطلب منى الجلوس بجانبه لتضحك امه وتقول من شاف احبابه نسى مامته ، ماشى يابيبو انا هااسيبك واشوف كده الدكتور واطمن بابا وارجعلك ، ونظرت لى وعينها تقول خلى بالك من ابنك بالمحبة . عندما نظرت فى عينه استرجعت سنين عمر ابنى معه وايام الدراسة كلها والتدريبات والمناسبات والفسح والسفر عدت بذاكرتى لاعيش مع ابنى وقابيل ايام وسنوات الفرح والطرح لافيق منها على نحيب قابيل وهو يقول لاادرى لماذا انقذونى ولماذا لم امت ؟!!

انهره واذكره بأن مافعله حرام وسيحرمه من الجنة ، فيزداد نحيبا ويقول انا تعبت مش قادر اكمل العيشة ديه ، تعبت من الايماءات والايحاءات ، تعبت من الترجى لها ومن التذلل لابى ليمنعها ، انا صحيح عايش نجم وكل طلباتى اوامر وكل احلامى محققة قبل ان احلم بها حتى ولكنى ممزق فى مجتمع مقسوم الى فريقين احدهما يحسدنى لاننى املك كل شىء واى شىء ولى ام فى قمة الشهرة و الكل يتقرب لى من اجل ان يسلم على امى فقط، ولما لا اليست هى اشهر راقصة فى بلدى ان لم تكن فى منطقة الشرق الاوسط كله.. واما النوع الاخر فهو ذلك النوع الذى يتعامل معى على اننى حرام فى حرام من شعرى الى اخمص قدماى وهو ايضا ينظر لى على اننى منزوع النخوة وراض بأن تنهش العيون والرغبات جسد امى ويتعامل معى بمنتهى القسوة اللفظية والحسية . وبين هؤلاء وهؤلاء لايتزعزع حبى لامى وشعورى بانها لم تقصر معى لحظة واحدة وبأنها مثالية فى كل شىء ومثاليتها فى تعاملها معى تأسرنى اسرا وتجعلنى اصارع الفريقين ولكنى اقتل نفسى لعدم القدرة على الاستقرار على حكم تجاهها فهى تظل مصدر الحب والحياة كلها. طلبت منها عندما كبرت ان تترك هذه المهنة واستقبلت طلبى بنفور غريب اكدته بأنها لاتفعل اى شىء يخزينى منها فهى تؤدى نمرتها وتنصرف وعندما حدثتها عما اراه فى عيون المشاهدين وفى الفاظهم الخارجة التى تمزقنى تمزيقا ردت بسخرية قائلة بيقولوا كده ع اللى لابسة النقاب وبعدين انا ماليش دعوة بالناس وانت اكتر واحد عارف انا اد ايه اللى فى ايدى مش ليه وبيوت اد ايه انا اللى باصرف عليها وبعدين ياحبيبى انت عارف النهايات هتكون ازاى ده فى علم ربنا كله..

سنين عمرى منذ ان التحقت بالحامعة وهى تسير على هذا النحو هروب من اى شخص عرف حقيقة مهنة امى ومحاولات مستميتة منى لاقناعها بالاكتفاء بهذا القدر واعتزال مهنة الرقص ويأس من اقناع ابى باستخدام حقه بان يأمرها بالاعتزال ولكنه يرى ان عملها اختيارها كما اننى على يقين بانها تيسر له الكثير من صفقاته فى عالم المال نظرا لشهرتها وشبكة علاقاتها المترامية الاطراف .. صمت قابيل حزينا ناظرا لى مترجيا ان اساعده بأى طريقة حتى لا يكرر محاولة الانتحار، خرجت من المستشفى وانا هلعة من تكرار تجربة الفقد مع ابنى الذى لم الده وقررت ان اكتب واكتب

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *