شعلة نشاط ونهر حنان ومحبة تلك كانت هى نادين ابنة لرجل اعمال وسيدة مجتمع واخ يعمل طبيبا فى ارقى مستشفيات مدينة بنسلفانيا الامريكية حيث انتقلت اسرة نادين من قاهرة المعز لبلد العم سام منذ مايناهز ربع القرن . اسرة متميزة حفرت اسمها ورسمت وضعها وحافظت عليه واصبحت محل للتقدير والاحترام . نادين تعلمت فى الولايات المتحدة منذ البدايات فقد كان عمرها عامان عندما استقر بأهلها المقام فى هذا البلد الكبير . مشوار التعليم انتهت منه بحصولها على ارقى الدرجات التعليمية واستكملت بدراسات عليا وعملت بعدها فى واحدة من شركات ابيها الالكترونية وحظيت بانبهار الجميع من ذكاءها وتواضعها .
فى طريقها من العمل الى البيت تستغرق نصف الساعة لاتزيد عن ساعة فى اية احوال اذا كان هناك زحام او اعطال طريق بسبب الاحوال الجوية او غيرها من مسببات الاعطال .فى يوم من ايام عمرها الجميل وهى فى قمة السعادة لتحقيقها صفقة للشركة لم تحصل عليها طيلة فترة انشاءها ، تستقل عربتها وهى تطير من فرحتها وتستعجل الزمن بان تعود الى ابويها واخيها لتطلعهم على صفقتها البارعة وهى على مقربة من منزلها تعترضها مقطورة وبسقط من عليها ثقل يستقر على سقف سيارتها وتغيب بعدها نادين عن الوعى . ثلاث اعوام تقضيها نادين فى المستشفى كل وظائفها الحيوية تعمل ولكنها غائبة عن الكل فقط تتحدث ، تضحك ، تبكى ، تنادى على اشخاص اكثرهم نداء كانت امها التى تقطعت حزنا والما على فلذة كبدها. فى هذه السنوات كانت تحت رعاية طاقم كبير من الاطباء استسمح اسرتها ان يتكفلوا بكل شىء مقابل ان يتعرفوا اكثر واكثر على هذه الحالة الفريدة من نوعها مع تأكيدهم بأن الموت اقرب مايكون اليها . ساعات طويلة تقضيها الام بجوار بنتها يستكملها الاب والاخ فى صورة متتالية لم يتأخروا عنها جميعا مع احتفاظهم بمشاعر يعجز اللسان عن تصويرها ووصفها . وفى يوم تجلس فيه الام بجوار بنتها ممسكة بيديها تحكى لها مغامراتهما معا وتصف لها مدى اشتياقها لعودتها اليها وحزنها على رقدتها تلك، تسمع الام صوت ابنتها عالى على عكس طبعها الهادىء فتنظر اليها فتجدها تبتسم لها وتحاول ان تنهض من السرير لتنطلق اجهزة المستشفى كلها ويحضر الطاقم الطبى كله اليها وهم مندهشين لاقصى درجات الاندهاش ، وتطلب منهم نادين تخليصها من هذه الاجهزة فهى تريد ان تنهض وتمشى وتجرى وتلعب وتعود الى بيتها ، على الفور يفعل الاطباء ماطلبته مع ذهولهم وبكاء امها المتواصل وابتسامة نادين الجميلة ،فور انتهاءهم من فصل الاحهزة عنها ترتمى فى حضن امها وتلتفت اليهم وتطلب طعام وتحدد انواعه ومع استغرابهم من الطلب ومن كثرته الا انهم بحضروا لها مااارادت فتأكل بنهم غريب وبسرعة فائقة كما لو كان وراءها موعد او شىء طارىء ، تأكل نادين كل الاكل وفى زمن قياسى لتقوم من امامه وهى فى حالة اعياء وتستفرغ كل مااكلته مع توقع الاطباء بهذا السلوك لتقرر نادين بعدها عدم الاكل نهائيا فقط تشرب مياه وسوائل ايا كان نوعها مع وضع الاطباء فى هذه السوائل مستلزمات طبية تيسر لها الحياة .تنتقل نادين الى بيتها مع الطاقم الطبى المرافق لها والذى يدون كل صغيرة وكبيرة . حياة نادين كانت مخيفة فهى تحكى عن اشياء حدثت اثناء غيبوبتها وكأنها عاشتها ، حادثتها التى اوصلتها لهذا الوضع تعرف كل تفاصيلها وتذكر ارقام من توفوا واخر كلمة قالها سائق المقطورة وهى انتهيت . اشياء حدثت فى منزلها تحكيها بكل تفاصيلها وكأنها لم تترك البيت ولو للحظة حتى اعترافات امها وابيها واخيها عن ألمهم وحزنهم وانقطاع رجاءهم من الدنيا حزنا عليها حكتها نادين وذكرت توقيتات واماكن هذه الاعترافات . نادين الان لاتزال على حالها تحكى وتحكى وتتنبأ باشياء وتحذر من اخرى والطب عاجز عن تفسير حالة نادين والاهل بقدر سعادتهم من عودتها الى الحياة بقدر قلقهم عليها وخوفهم على غدها بهذه الشفافية ، هو فقط الذى يعيش مع نادين ويرافقها ويسعد ويهنأ بكل مافى نادين ولايترقب ولايتوقع ولايعنيه شىء سوى عودة نادين الى الحياة بعد موت استمر ثلاث سنوات مروا عليه كانهم دهر ..
الوسومكريمة ابو العينين_الموت
شاهد أيضاً
في ندوة المرصد المصري لتكنولوجيا البيئة ..”الطاهر سليم” يطالب بوضع التثقيف البيئي على قمة اولويات المجالس النيابية
أكد الطاهر سليم عضو مجلس النواب عن دائرة السيد زينب والدرب الأحمر أن الإهتمام بالتوعية …