الرئيسية / مقالات / الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …أحزان مريم..!!!

الإعلامية كريمة أبو العينين تكتب …أحزان مريم..!!!


فى كل يوم جمعه تتوجه الى الكنيسة وتوقد شمعة وتبكى وتتحدث الى الله وتطلب منه العون والتدخل لانهاء احزانها ومتاعبها .

مريم احبت فى العام الأخير من دراستها زميلها فى الجامعة وهامت به حبا وهو كذلك وتعاهدا ان يكونا معا الى الابد ، محمد زميلها سليل عائلة دبلوماسية ..

فأبيه سفير سابق واعمامه وجدوده ايضا وامه دكتورة فى الجامعة واخ له سفير والابنة مهندسة وهو فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يشار اليه بالبنان لما يرثه من اصل ومن ذكاء وتواضع وطلة جميلة .

كل الظروف كانت ضد ارتباط مريم ومحمد واكثرها حدة كان اختلاف الدين ولذا فقد اتفقا الا يظهرا هذا الحب حتى ينتهيا من الدراسة ويسافر محمد الى الخارج حيث الحياة مختلفة والتعامل افضل والقيود الى حد ما ليست كما فى المجتمعات الشرقية .

فى العام الاخير ركزا كلاهما فى الدراسة حتى يكلل مجهودهما بالنجاح ويبدآ معا حياتهما الجديدة السعيدة على حد رؤيتهما .

كلاهما نجح وان تفاوت التقدير فمحمد حصل على امتياز كعادته كل عام ومريم كعادتها ايضا نالت تقدير جيد ، كل شىء سار كما خططا فقد اعد محمد اوراقه للسفر الى فرنسا لنيل الدراسات العليا كما وعده والده ، سعادته وصلت للسماء وهو يقص على مريم خططه ويعد معها ترتيب حياتهما القادمة ، وهى سعيدة وتعده بالانتظار وبأن تظل معه الى اخر العمر ، شهور مضت وهما على تواصل واتصال وكل شىء يمضى كما خططا له بان يمر العام الاول وبعده يرسل لها بأن تلحق به ويكملا معا مسيرة الحياة .

مضى عام وانقطع محمد عن مراسلتها جنت مريم واسقط فى يدها ماذا تفعل وكيف تتصرف ؟

هداها تفكيرها الى الذهاب لاهله بأى مبرر لتعرف ماذا جرى ولماذا لم يعد يراسلها ؛ ذهبت الى محل اقامته وطرقت الابواب ولكن لم يجب عليها احد سألت جيرانهم فلم يجبها احد اجابة شافية ، عادت من حيث اتت حزينة ضائعة ، عام اخر يجمع شهوره لينتهى ومريم لاتعلم عنه شيئا وصبرها نفذ فأشارت عليها صديقتها بالذهاب الى السفارة الفرنسية والاستدلال عليه وبالفعل ذهبت ولكنها عادت حزينة ايضا لانه ليس فرنسيا حتى يحق لهم البحث عنه والاستدلال عليه ، كل الابواب تغلق فى وجهها وتسود حياتها ويقتم لونها ، تلجأ الى السماء وتناجى ربها عله يستجيب وتذهب الى الكنيسة وتتضرع الى الخالق ان يهديها الى طريق النجاة ، فى حلمها تجد نفسها فى فرنسا تبكى بشدة ولاتعرف السبب ، تصحو من الحلم الذى يتكرر على مدار شهر وهى على يقين بأن هذه رؤية واشارة من الله لها بأن تسافر الى فرنسا ، وبعد جدال وخلاف وبالطبع تكذب على اهلها بأنها ستسافر تلبية لدعوة صديقة لها بانها وجدت لها عمل وان الغد افضل الف مرة من هنا ، فور حصولها على موافقة والديها وتأشيرة السفر حزمت امتعتها واوجاعها وتوجهت الى بلد النور والجن كما يطلق عليها القدماء ، ذهبت الى عنوانه الذى كان يراسلها منه وعلمت انه فى احدى المستشفيات منذ عامين ، هرعت اليه وهى على قدر حزنها على قدر سعادتها بان كل مخاوفها تبددت وبأنه لم ينساها ويعرف غيرها ، فى المستشفى وجدته مستلقى على احد الاسرة تخترق جسده كافة انواع الانابيب ومحاط بأجهزة وغائب عن الوعى ، بكت وصرخت لتحتضنها سيدة عرفتها من وصف محمد لها بأنها امه ، بعد ان هدأت مريم حكى لها ابويه عن معاناة ابنهما بأنه اصيب بفيروس نادر يخترق خلايا المخ ويدمر الجسد كلية وبأنهما يرفضا مطالب الاطباء بما يسمى بالموت الرحيم وانهما على استعداد لانفاق كل مالديهما من اجل ابقاءه على الحياة ..

لم تعرف مريم كيف تتصرف ولكنها طلبت منهما ان تظل معهما لاخر لحظة فى عمر محمد ورفعت وجهها الى السماء وهى تقول نشكر الرب ان محمد لايزال حيا ونطلب من الرب الذى بيده احياء الموتى ان يعيد لى محمد حتى اطلب منه ان يسامحنى على سوء ظنى به ودعائى عليه لاننى كنت اعتقد انه ضحك على وتركنى وطوى صفحة حبى له …

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *