كانت ليلى منذ صغرها وهى شعلة نشاط لاتجلس فى مكان واحد اكثر من ربع ساعة دائمة التحرك والتنقل ووجهها دائم الضحك والسعادة مقيمة لديها اقامة تامة .
كانت ليلى ابنة وسط اسرة كبيرة معظمها بنات وقليلها اولاد ، كبرت وانهت تعليمها الجامعى واول حبها كان هو هاشم شاب تعرفت عليه فى احدى المناسبات الادبية شغفها حبا وتعلقت به لدرجة الجنون وظلت منتظرة ان يبوح بحبه لها وقد كان واعلن لها فى لقاءه بها فى احدى الكافيهات انه يحبها ولايستطيع العيش بدونها وانه يفكر ليل نهار فيها ولايتخيل حياته بدونها ، تآلف قلبيهما وتكلل حبهما بزواج تحملا خلال سنواته الاولى صعابا كثيرة الى ان استقرت حياتهما واصبح هو نجما عاليا فى سماء المشهورين ثريا وسيما متألقا وهى ايضا سعيدة به وله ورزقهما الله بولدين وابنتين.
. كانت اسرة سعيدة بكافة المقاييس الى ان تغير زوجها وتبدل حاله واصبح يتباعد عنها وهى لاتدرى مالسبب وكانت تلتمس له الاعذار وظلت على تحملها وهو على تأففه ، تتلهى عن معاملته باولادها ولكن يبدو ان القدر يختزن لها الكثير فمات ابنها الشاب وتركها تعتصر حزنا واستلمت اسوأ ورقة فى حياتها وهى ورقة اعلان وفاة ابنها الحبيب وتركه الدنيا بلا عودة واصبحت تردد بينها وبين نفسها كلما قلبت اوراقه تشتم منهم رائحته فتجد ورقة وفاته كانت تقول تركنى رغما عنه وانا سآتى اليه مهما طال الوقت حبا له وفيه ..
مضت سنوات ليست بالقليلة بعد وفاة ابنها والحال يزداد سوءا بينها وبين ابو اولادها ولكنها لاتعرف طريق التصويب والعلاج مع رفضه الدائم بقربها او محاولتها معرفة اسباب النفور والعصيان العاطفى ، تأست باولادها وشغلت نفسها بهم ولكن كان القدر يختزن لها مصائب عظام فقد ارسل لها زوجها ورقة الطلاق وصعقت عندما تسلمتها وبكت ورددت كما كانت تردد حينما تسلمت ورقة وفاة ابنها لقد تركنى بكامل ارادته بل بسعادة اظهرها فى بوستات شيرها على صفحته فى نفس يوم ارسال ورقة طلاقه منها او تطليقه لها ، عبثا حاولت ان تعرف منه اى شىء او تفسيرات وتبريرات ولكنها قوبلت بعدم رد على رسايلها واتصالاتها لترضى بثانى ورقة تتسلمها فى حياتها وتعد فى سجل حياتها صدمة جديدة تطلب منها ان تدعو الله بقوة ان يهونها عليها مثلما هون عليها صدمة الورقة الاولى ، شهور تمضى وهى متحدية واقعها رافضة الهمزات واللمزات رامية وراء ظهرها مطامع الطامعين تفكر جيدا فى العمل على نفسها وتعويضها مافات من متاعب الحياة بجملتها لتصل اليها ورقة اخرى فى شكل معاملات ابناءها بتفتت بنيان البيت وتمزقه وتأرجحه بين من مع الاب ومن مع الام ومن يكيد كيدا لامه ومن يحنو عليها ومن يتجاهلها وينضم لصف ابيه ، ازداد تخبطها والمها وتمنت ان تعود الى البدايات وتكون لها ورقة اخرى ليست فيها فتاة بل ذكر يفعل مايريد بمن يريد وبما يريد دون اية اعتبارات او حسابات ..