الرئيسية / مقالات / أسماء عصمت تكتب..موائد وطعام الشيطان..!!

أسماء عصمت تكتب..موائد وطعام الشيطان..!!

موائد الشيطان ….
كانت هذه هي المرة الأولى التي تلتقط فيها اذناي ذلك المصطلح..
الزمان
منذ بضع شهور
المكان
مدينة الفيوم وبالتحديد منطقة الصحراء البيضاء
المصدر..

مرشد سياحي كان يرافق المجموعة في رحلة تثقيفية للتعرف على أهم معالم الفيوم التاريخية …

الحدوتة..
تعجبت ودار بيني وبين نفسي حوار صامت لم يشعر به أحد من المحيطين بي في الحافلة
هل الشيطان ياكل مثلنا لتُصنع له موائد ليتناول عليها طعامه ..!!
ومن الذي صنع للشيطان هذه الموائد جميلة الشكل وبديعة المنظر وكأنها نحتت في الصخر بيد نحات عالمي ..!!
فمنذ فترة كبيرة من العمر قررت إعمال عقلي ورفض السير وراء العقل الجمعي .._هكذا أمرنا الله _في كل مايقال أمامي خاصة في عصر الفوتوشوب والذكاء الاصطناعي
وقطع حديثي مع نفسي صوت المرشد السياحي الذي كان يرافق المجموعة


قال:
هذه الصخور التي تشبه موائد الطعام كانت صخور عادية ولكنها بفعل عوامل التعرية وعمليات نحت الرياح تحولت إلى هذا الشكل وكأنها مائدة ..
وقد أطلق عليها البدو في مدينة الفيوم وبالتحديد بمنطقة الصحراء البيضاء مسمى “موائد الشيطان” ..
رغم أنها صُنعت بفعل العوامل الطبيعية التي منحها الخالق للبشر ..

في تلك اللحظة ..
وتذكرت مصطلح آخر أقترن بالشيطان أيضا وهو النبات الشيطاني ..!!
فلقد أعتاد البعض إطلاق كلمة نبات شيطاني على النباتات التي تنمو في الصحراء بدعوى أن الصحراء بلا ماء فكيف ينمو فيها النبات متغافلين إن هناك امطار وآبار وعيون قد تكون مصدر أساسي لري هذه النباتات الربانية ..!!


بدأت أتأمل مايفعله البشر بأنفسهم
ينعتون أشياء بأسماء لاتمت للواقع وتخالف الحقيقة ..
ثم يروجون لها ويرددون ويعيدون التكرار حتى تصبح هذه المسميات العشوائية ثوابت ومعالم تاريخية واثرية وجزء من التراث الذي ندرسه لأبنائنا ..!!


والان ومع ثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي زادت الطينة بله وبدأت الأخبار المغلوطة والمعلومات الملفقة والصور المفبركة بفعل المدعو الفوتوشوب تملأ السمع والبصر ونحن ننقل ونشارك دون وعي ودون تدقيق لنساهم في نشر اكاذيب وادعاءات ونسئ لأشخاص ونهدم بيوت ونفرق ازواج
عطلنا عقولنا وبدلناها بالعقل الاصطناعي ..!!


وبدل من الاستفادة من التقنيات الجديدة لزيادة المهارات وفتح أفق جديدة تساعدنا على الصعود إلى مكانة افضل وخلق فرص عمل تفيدنا بشكل شخصي وتفيد مجتمعاتنا بشكل عام ..


استخدمنا التكنولوجيا في نشر الأكاذيب والتلفيقات والاساءة للآخرين …
وإن كان بدو الفيوم منذ قديم الاذل صنعوا موائد الشيطان ولهم أكثر من عذر في ذلك …

الذي قد يعود للجهل أو عدم الإدراك..


لكن البشر في هذا العصر ليس لهم أي مبرر ليصنعو ا بأنفسهم طعام الشيطان ليجعلوه يحيا ويعيش ويترعرع في وادينا ..
تحرّوا الدقة واخشوا إلصاق تهم أو نعت أحد بماليس فيه أو نقل اخبار وأكاذيب قد تدمر وطن وشعب وأفراد ..
فالكلمة نور وبعض الكلمات قبور ..

عن admin

شاهد أيضاً

هبه علي تكتب.. اغرس شجرة .. تصنع حياة..!!

في ظل مانعاني منه اليوم من تغيرات مناخية متطرفة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *