كان يسير أمامى ،يخطو بخطوات بطيئة، يلقي بعينيه على الباعة الجائلين يمينا ويسارا فى الشارع الذى يصل مابين محطة مترو انفاق السيدة زينب وشارع القصر العيني لفت نظري بعينه التي تراقب، واراه يخرج من جيبه شيئا ليضعه فى يدي البائعيين الذين يجلسون على جانبي الطريق….
أثار فضولي هذا الشاب العشريني– رغم أن سلوكي المعتاد ألا التفت لم لا يخصني- وظللت اراقب الشاب لأعرف سر ما يخرجه من جيبه ، خاصة وأنه يرتدي ملابس متواضعة جدا تدل على حالته الاجتماعية البسيطة .
وظللت اتابعه لدقائق لأعلم الأمر بوضوح
وبعد دقائق ليست بالكثيرة علمت حقيقة الأمر ، هذا الشاب يخرج من جيبه مناديل ورقية يلقي بها فى يد البائع الجائل ليجفف عرقه من هذا الحر الشديد ، ووجدت نفسى أجزم تماما أن من يريد أن يفعل خيرا أو يتصدق ليس لديه موانع.
ففعل الخير لا يحتاج إلى مجهود بدني أو مادي او عضلي.
فعل الخير يحتاج فقط إلى نية صادقة ورغبة فى مساعدة الاخر وقلب سليم .
الخير قد يكون فى تقديم أبسط الأشياء للاخر ، حتى ولو كان منديل ورقي يجفف عرق فقير ..
وهذا هو اضعف الايمان …