نتجرع الحياة بكل مافيها من مر وحلو, طالت سنواتها أو قصرت نتعلم على مدار أيامها ولياليها الكثير ,ومن لا يتعلم فيستحق أن يعيشها كمأساة ويدور بداخلها كالساقية ولايلوم إلا نفسه..
علمتني الحياة أن أواجهها وأواجه نفسي , وأحيانا أخرى أتجاهلها وأتعالى عليها بإهمال مآسيها .
فليس من الحكمة أن أقف مدققة النظر لماتفعله بنا الأيام من سخافات وما ترتكبه معنا من حماقات ..
ليس هذا فقط , علمتني الحياة أيضا أن أواجه نفسي وأمنحها ماتستحقة , أحاسبها على اخطائها , أعنفها وأقسو عليها حيناً وأسامحها وأعفو عنها أحيانا , وأدللها تارة وامسك بزمام أمورها تارة أخرى ,فهى نفسي وأنا بشر لست شيطانا ولاملاكا , أصيب وأخطىء, التزم واتجاوز ..
علمتني الحياة أيضا أنه ليس من الحكمة أن أتجاهل اخطائي والصقها بالأخرين ,فالاعتراف بالخطأ أول خطوات التصحيح ,فلا أعلق أخطائي وزلاتي على الغير ..
فعندما أرتدي ملابسي القديمة وأجدها غير صالحة لاأقول الملابس ضاقت علي بل أنا من زاد وزني , وإذا غضبت إبنتي مني بعد مشادة في الحديث لاختلاف وجهات النظر, فلا اقول انها لم تنل قسطا من التربية بل أقول لقد خانتني أعصابي وتطاولت عليها في الحديث وأن الاختلاف نتج عن فرق في تفكير الأجيال ,وإذا تعثرت قدماي أثناء سيري في المنضدة لا أتهم المنضدة بأنها عرقلتني لوضعها في مكان خاطئ فهي الجماد الذي لا يعقل وأنا الانسان الذي يميز ومن المفروض أن اتحرى طريقي واتجنب العثرات..
نحن مصدر أخطائنا وليس الغير ..
إذا تجاوز أحد في حقك ليس لأنه لم يتلق قدرا من التربية ولكن لأنك أنت الذي أعطيته هذه المنحة من التجاوز ..
قفوا أمام أنفسكم أعترفوا باخطاءكم وسامحوا انفسكم أو عاقبوها المهم أفعلوا معها مايحلو لكم , المهم لا تضعوا أخطاءكم على شماعات, وتسوقوا المبررات , أكسروا هذه الشماعات التي تتخذونها دائما حلا سحريا لأخطاء ترتكبونها في حق أنفسكم وحق من حولكم .
لقد كسرت شماعاتي فهل ستفعلونها قريبا .