أحدثكم اليوم عن سوزي…
سوزي لمن لايعرفها هي قلب يسير على الارض بداخله انسان..
سوزي شخصية حقيقية وليست مزيفة ..
سوزي كثير من الحب كثير من العطاء كثير من الألم الذي يمنحك أملا في الحياة …
ونبتدي الحكاية
لا اخفيكم سرا أنني طوال سنوات عمري لم أتعلم مهارة بدقة فائقة او اكتسب موهبة أو أتلقى معلومة من شخص ماهر يتقن مايؤديه وقد يعود هذا إلى ان الكثير منهم يفتقر إلى مهارات التواصل مع الأخر…
فأنا مثلا لا أكتسب إلا ما أحب، ولا افهم إلا ممن أحب….
فالحب يمثل لي لغة التعلم ولغة الحياة ولغة التعامل مع الاخر..
لذلك كانت حياتي التعليمية ليست متميزة – من وجهة نظرهم- وكنت دائما ما احصل على نسبه نجاح تتراوح مابين 75%الى80% في مراحل تعليمي المختلفة
لأنه كان لدى احساس دائم بأن التفوق يكون بالتميز وليس بالمرتبة التي احتلها بين زملائي…
وظللت سنوات عمري أبحث عما أحب بين الأشياء وعمن أحب بين البشر..
وطالت رحلة البحث حتى انتصف العمر ولم اجد ضالتي .
ولكن في محنة من محن الحياة رزقني الله بالمنحة التي بحثت عنها طوال سنوات عمري
“مدرسة المشورة” سمعت عنها من شقيقة إحدى صديقاتي وتابعت التقديم في هذه المدرسة إلى أن جاء الموعد ونجحت في المقابلة الشخصية لأبدأ دراسة اختيارية بارادتي الكاملة وبشغف وحب ..
احب الوعي والادراك والتعافي والتصالح مع الذات ومع الأخر وهذا هو محتوى الدراسة بالمدرسة..
وعلى مدار اربع مراحل” عام كامل” كنت في كل مرة انتظر نجاحي بشغف ولهفة وكأنني تلميذة تخشى من الرسوب في شئ احبته لاني في هذه الحالة قد يصيبني احساس ان الحب كان من طرف واحد وأن المشورة لم تحبني كما احببتها ..
لم يتبق سوى المستوى الاخير الذي ستعلن نتيجته بعد أيام وأتمنى أن اتخطاه وأكون من الناجحين لاستكمل هدفي في الحياة مع ما احببت…
لم يكن نجاحي في المستويات الثلاثة السابقة بمدرسة المشورة نجاح فردي بل نجحت ايضا سوزي معي بأن تصل لقلبي وتتملك شغافه وتجعلني أحب المشورة جدا وأحبها نفسها جدا وجدا وجدا لان قلبها يشبه قلبي في احلامه الانسانية ولانها “بتساعد بقلب” وباخلاص…
ورغم حبي لها كنت أشفق عليها في كل محاضرة ” اسبوعيا” من احتضاني لها خوفا أن يتماس ألمي معها فأترك بداخلها بعضه فأزيدها وجعا، لأنني مؤمنة ان الحب هو ان ترى من تحب سعيدا حتى ولو لم تكن قريبا منه مكانيا أو أن تكون أنت أحد اختياراته.
سوزي معلمة متميزة علمتني كثيرا …
علمتني ان الوجع الشريف قوة..
وأن تقبل النفس بعيوبها فضيلة..
وأن الاحساس بالغضب من الاخر مشروع ومحمود..
علمتني أن يكون هدفي في الحياة ليس اناني شخصي ..
علمتني أننا لسنا 100%ولذلك فنحن بخير جدا..
نعم كنت قوية قبل دراسة المشورة ولكن ازدت قوة وادراك ووعي وتعافي بمشورة سوزي
كلماتي ليست إلا محبة انسانية لأعبر عن حجم النعم التي منحني الله اياها، وسوزي إحدى هذه النعم في الارض تنشر التعافي بين من حولها وتصلح ارواحا كسرتها الحياة..
ولتسمحوا لي أن أهتف
سوزي تا تعيش تا تعيش…
تعيش في قلوب محبيها روحا وفكرة وأملا ينير أماكن بداخل كثيرين انطفأت بهم الحياة وماتوا ثم عادوا مرة ثانية ..