أعشق المقاعد المصنوعة من “الخيزران” أو – كما يطلقون عليه – “شجر البامبو” فهذه المقاعد تحتويني وأشعر وأنا جالسة عليها بالراحة والاطمئنان وكأن بيني وبينها حالة عشق وانتماء …
ولأنني عقدت النية خلال سنوات عمري الماضية أن أهتم بتفاصيل حياتي التي تجعلها اكثر سعادة وراحة ولا اعانق إلا توائم روحي قررت أن اشتري أربعة مقاعد بامبو في المنزل لأنه احد تفاصيل حياتي التي تدخل على قلبي البهجة…
لكن واجهتني مشكلة ، أن سعر مقعد البامبو الواحد يصل إلى الالف جنيها وهناك كثير من الأمور التي قد تتخذ لنفسها اولوية في الشراء عن هذا البامبو …!!
وفي مثل هذه الحالات المشابهة وعندما أقف عاجزة عن تحقيق ما اتمنى – سواء كان هذا العجز ماديا أو مجتمعيا – الجأ لحيلة للتراجع عن اقتناء هذا الشئ ..
أولا بالتحقق من درجة احتياجي له، أوأنني ابحث عن عيوبه ومساوئه كي أوجد سببا لرفضه وبالتالي عدم شرائه..
وحاولت أقنع نفسي أن مابيني وبين البامبو ليس حباً حقيقياً أو عشقاً أبدياً ولكنه مجرد “حالة حلوة”.
وقررت أن اقرأ عن هذا البامبو لاكتشف حقيقته التي لا أعرف عنها كثيرا، كي أنصرف عنه .
وبدأت رحلة البحث لاجد…
أن شجرة الخيزران الصينية”البامبو” تزرع بعد تجهيز الأرض جيداً. وتسقي يوميا وتسمد بشكل متواصل على مدار أربع سنوات ولا يظهر منها على سطح الأرض شيئاً.
و أثناء السنوات الأربع الأولى يكون كل النمو الذي تحققه هذه الشجرة في الجزء الموجود تحت الأرض”الجذور” ، الشيء الوحيد المرئي منها طوال تلك المدة هو كرة صغيرة يخرج منها نبتة صغيرة جدًا و في السنة الخامسة تنمو هذه الشجرة 24مترا في ثلاثة اسابيع..!! .
ليس هذا فقط بل أن شجرة البامبو تُعتبر من أفضل النباتات التي تنقي الهواء، لأنها تنتج كميات كبيرة من الأكسجين، وتستهلك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، لذلك هي من النباتات الصديقة للبيئة، ويوصى بزراعتها بكثرة لزيادة نقاء الأجواء
البعض يُطلق عليها اسم نبتة الحظ وجالبة التفاؤل والسعادة…
وإلى هنا اوقفت محرك البحث “جوجل”وبدأ محرك عقلي يعمل ليكتشف مدى الارتباط بيني وبين هذا البامبو، فأنا أشبهه.
وحياة كل انسان واعي تشبهه .
فالوعي يجعلك تعمل على داخلك تهذب النفس وترويها بمحاسن الخلق وتزرع بها الحب والخير والجمال وتعالجها من الندوب والجروح وتغرس هذه القيم في ابنائك ليشبوا نبته صالحة في المجتمع ، قد تتأخر ظهور النتائج وقد لانرى السيقان والاغصان الا بعد فترة كبيرة..
ولكن حتما ستظهر كلما كانت رعاية النفس وسقايتها بعناية وباهتمام وصبر..
ووجدت روحي تتعلق بالبامبو أكثر وأكثر
لاجد نفسي امام مبررات مقنعة للتمسك به والتضحية من أجله ببعض الأولويات .
وعزمت النية أن اشتري ولو مقعدا واحدا من “البامبو”لاستخدامي الشخصي في البيت ليؤنس روحي وليشاركني واشاركه مسيرة الحياة فهو يشبهني كثيرا وأنا اشبهه وارغب ان يلازمني رحلتي حتى حصادي أو حصاده ..
أيهما أقرب …….