ذكرياتي الجميلة والسعيدة قليلة جدا تكاد تكون نادرة..
وكثيرا ما استرجعها بيني وبين نفسي في مساءات بعض الليالي الباردة انسانيا ….
استرجع بعض الصور التي التقطتها عيني للحظات سعادة عايشتها من زمن فات…
واستعيد بعض المقاطع الصوتيه التي أرسلها لي بعضهم و كانت حروفها تملؤها مشاعر جميلة ونبيلة لكنها تبعثرت ككثير من التفاصيل الجميلة في حياتنا…!!!
ودائما ما أعيش واستمد بعضا من طاقتي واجددها من خلال هذه الذكريات…
كما أن ذكرياتي المبعثرة هذه أحد الأعمدة التي استند عليها وقتما تضعف روحي على مقاومة سخافات الحياة..
إلى هنا الأمر مجرد ذكريات وصور ومقاطع صوتيه أو بمعنى أبسط “ شوية مفردات“…
لكنني اكتشفت أن الأمر أكثر من ذلك بكثير…
الحكاية ومافيها أن قصة الذكريات تلك …هي إحدى صور الإعجاز الإلهي الذي يمر علينا مرور الكرام دون أن نلتفت لتلك النعمة الخارقة التي نمتلكها ولا نعي قيمتها الحقيقية…
اكتشفت حقيقة هذا من خلال فيديو للدكتور مصطفى محمود يتحدث من خلاله عن العضو المسئول عن الرؤية أهو القلب أم العين…!!!
فيقول
” ساعات الانسان بيعيش على مخزون الصور اللي شافها بعينه…
ويفتح صندوق الذاكرة علشان يعيد سماع الاصوات الحلوة اللي سمعها..
السمع والبصر نعمة وكل حاسة منهم عالم وكون بحاله
بهجة بلا حدود تستحق الشكر للمنعم وكل ده جوه عين
ربنا بيقول في كتابه العزيز:” لهم أعين لايبصرون بها “
ودي حقيقة ليس كل من له عين له بصر لأن البصر فهم ..وجّد ..انفعال تعرّف.. تذّكر ..
والحكاية اكتر بكتير من ارتسام صورة على كاميرا…
الموضوع إن في فيلم يطلع للمخ بعد أن تصوره العين ويتحمض في الدماغ ويضاهي على مركز المعلومات..
والعقل يقول كلمته ورأيه والذاكرة تقول رأيها والقلب يقول رأيه والعاطفة تقول رأيها والضمير كمان يقول رأيه …!!!
مفيش حاجه اسمها القلب ولا العين اللي بيحب أو يعشق أو يتذكر… ده كلام فارغ ..!!
القلب مش منفصل عن العين ولا العين منفصلة عن القلب
الانسان بيشوف بعينه وبصره وقلبه وضميره وأحيانا بأحشائه…
بيشوف بكامل وجوده وده الانسان .
وبيقول كمان :
لكن في ناس نظرتهم خاوية ودول أقل من الحيوانات
الانسان مش ماكينة متركب جواها جمجمه
الانسان مجموعة مشاعر بها احساسات مترابطة..
ده كلام الدكتور مصطفى محمود اللي بيأكد أننا غير مدركين لنعم كتير أنعم الله بها علينا…
الحمد لله على نعمة الذكريات التي تحوي نعم عديدة لولاها ما عشنا على الحلو اللي فات..