الرئيسية / مقالات / أسماء عصمت تكتب …الرنين..نصف موت..!!!

أسماء عصمت تكتب …الرنين..نصف موت..!!!

أعترف لكم بأنني ومنذ سنوات وصلت لأبواب مرحلة النضج النفسي والعقلي والإنساني، قد تكون هذه المرحلة غير مكتملة وقد تكون سلوكياتي ليست كلها صائبة، وهذا بطبيعة الحال، لأننا بشر نُخطئ ونصيب..

ولكن أشعر انني وضعت قدميّ على بداية هذه المرحلة،بل انني اتخذت خطوات فيها للأمام….


هذه المرحلة من المراحل الحياتية التى تكتشف فيها نفسك من جديد وتفجر طاقاتك وتتخطى الحواجز والسدود النفسية التي تسيطر عليك منذ خُلقت وفرضها عليك المجتمع بعاداته وتقاليده ….

مرحلة استثمار ما لديك من موارد إنسانية، واتخاذ قرارات مصيرية فى المشوار تجعل الحياة تمر بشكل أسهل بكثير من سابقه.


كانت هناك خطوط عريضة نويت أن أسير عليها فى حياتي كانت إيذانا بوصولي لهذه المرحلة…


وكان أول خط هو السير على مبدأ “اللى تخاف منه اعمله.. علشان ماتخافش منه تانى”…

وطبقت هذا المبدأ فى حياتي منذ ستة عشر عاما عندما اضطرتنى بعض الظروف الصحية لأن أخضع لأشعة رنين مغناطيسي على المخ ،وكم سمعت من اصدقائي المحيطين واقاربى ممن خاضوا تجربة اجراء هذه الاشعة اهوال هذا الجهاز الذى تشعر داخله بأنك فى مقبرة مظلمة حالكة السواد، وتلقيت كماً لا بأس به من التحذيرات والتوصيات لتمر التجربة بسلااام…

اوصونى بأن اغمض عينىّ طوال إجراء هذه الأشعة حتى لا يصيبني الهلع، خاصة ان البقاء فى هذا الجهاز قد يصل الى نصف الساعة وأكثر…
والبعض اشار علىَّ ان ادخل الجهاز بعد حصولي على حقنة تخدير ليمر الوقت داخل الجهاز بسلام….

رفضت كل ذلك، ودخلت فى الاسطوانة الحلزونية الى داخل جهاز الرنين المغناطيسى، وبعد مرور خمس دقائق من بدء عمل الجهاز ووجودي بداخل هذه الأسطوانة مغمضة العين اتخذت قراري..

فتحت عينىّ لأرى المكان الذى اقبع بداخله لا حول لي ولا قوة ….

كيف يسمح لي القدر بأن أخوض تجربة فريدة لم تُتاح لآخرين واتركها تذهب هباءاً دون أن استفيد منها نفسياً…!!!

تجرأت وفتحت عينىَّ رويدا رويدا لأكسر خوفي من هذا المجهول الذى تحدثوا عنه كثيرا لاجد نفسي فى مكان مظلم لكنه ليس مخيفا…

قد يكون مقيداً لحركتك ومتحكماً في جسدك لكنه ليس بالموحش!!
وبعد أن كنت أخشى أشعةالرنين في المرة الأولى …!!!

زادت قدراتي النفسية لآواجهه أكثر من ٢٥مرة _ بناء على توجيهات الأطباء _ على مدار ستة عشر عاما كانت آخرها منذ بضع أسابيع …

لم يعد أحساسي به كما كان ..لم يعد مرعباً لأنني كسرت خوفي ، اللهم انزعاج من الأصوات العالية التي تنبعث من الجهاز طوال ٤٠دقيقة مدة الجلسة …..

موقف اخر كسرت فيه خوفي عندما عزمت على حضور عملية غسل وتكفين “أمى” وسبق ذلك أنني نمت بجوارها طوال الليل وهى متوفاه في تجربة فريدة من نوعها أسميتها تجربة ”نصف موت“ لأكسر خوفى من الموت….

ومرت التجربة لأخرج منها قوية ضد ما يخيفنى ….


تعلمت الدرس جيدا وأدركت انه طالما لم تخض التجربة فستظل خائفا منها طوال عمرك..

جرب ..

اقتحم ما تخشاه…

اكسر خوفك لتقوي نفسك ..

وتحصن روحك …وتجود حياتك وتكون نسخة أفضل مما أنت عليها الآن …

واللى تخاف منه اعمله علشان ما تخافش منه تاااني.. …

عن admin

شاهد أيضاً

هبة علي تكتب..الحب في بيت النبوة…

أحب كثيرآ مطالعة سيرة النبي عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ، و أحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *